حقيق بالتواضع من يموت ــــــــــ ويكفي المرء من دنياه قوت
فما للمرء يصبح ذاهموم ــــــــــــ وحرص ليس تدركه النعوت
فيا هذا سترحل عن قريب ــــــــــــــــ إلى قوم كلامهـم سكوت
هذا البيت ينسب لأمير المؤمنين/ علي بن أبي طالب رضي الله عنه
الشاعر يشير إلى أصحاب القبور من الأموات ونحن وآباؤنا وأجدادنا هم أولئك سنتواضع شئنا أم أبينا فهو ينصح من كان على قيد الحياة أن يتواضع ويزهد في هذه الحياة وأشار إلى أنه يكفيه القوت الذي يقيم صلبه ويتسأل لماذا الهموم والحرص الذي ليس يدركه المرء بنعوته ويخبر بأن الإنسان سيرحل إلى قوم سكوت ويعنى بذلك الأموات . أعاننا الله على الموت وما بعدة..وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من كان يؤمن با لله وبا ليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) متفق عليه. قال الشافعي رحمه الله في الأم إذا أراد أحدكم الكلام فعليه أن يكر في لامه فإن ظهرت المصلحة تكلم ، وإن شك لم يتكلم حتى تظهر وعن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه قال: قلت يا رسول الله أي المسلمين أفضل ؟ قال : ( من سلم الناس من لسانه ويده) متفق عليه وعن عقبة بن عامر رض الله عنه قال : قلت يا رسول الله ما النجاة قال: ( أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وأبك على خطيئتك ) رواه الترمذي يقال إن قس بن ساعده وأكثم بن صيفي اجتمعا فقال : احدهما لصاحبه . كم وجدت في أبن آدم من العيوب . فقال : هي أكثر من أن تحصر . وقد وجدت خصلة إن استعملها الإنسان سترت العيوب كلها قال: وماهي قال: (حفظ اللسان ) قال الإمام الشافعي لصاحبه الربيع : ياربيع لا تتكلم فيما لا يعنيك فإنك إذا تكلمت بالكلمة ملكتك لم تملكها وقال آخر : مثل اللسان مثل السبع إن لم توثقه عدا عليك ولحقك شره ، ومما ورد من مخاطر اللسان قول الشاعر:
أحفظ لسانك أيـه الإنسـان ـــــــــــــــــــــ لا يلدغنك إنه ثعبــان
كم في المقابر من قتيل لسانه ــــــ كانت تهاب لقاءه الشجعان
وقال آخر :
أحفظ لسـانك لأتقل فتبتلى ــــــــــــــ إن البلاء موكل بالمنطق
قالوا : لإياس بن معاوية رحمه الله ما فيك عيب إلا كثرة الكلام . فقال : لهم : أتسمعون منى خيرا أم شرا . فقالوا: بل نسمع خيرا : فقال فالزيادة من الخير خير: قلت : هذا الكلام جميل جدا إذ إن الكلام إذا كان خيرا فهو لا يودى إلا إلى خير أما كثرة الكلام والثرثرة الذي يتداوله كثير من الناس اليوم ويرددونه في مجالسهم فهو مما يعود عليهم وبالا وحسرة يوم القيامة فكلامك حي والسكوت سلامة وهو محسوب عليك أولك فأحسب حساب. الكلمة قبل النطق بها تكن مسددا في الحياة وسالما يوم القيامة من تبعاتها {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18 وفقنا الله وإياك لكل خير وثبتنا جميعا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق