الثلاثاء، ٢٣ رمضان ١٤٣٢ هـ

التشدد في نظر صاحب الفكر المتبدد

التشدد في نظر صاحب الفكر المتبدد
خاطبني أحدهم بقوله : أنت متشدد . بعد أن قرأت ما كتبه في متصفح الفوس بوك ورددت عليه بعبارات كلها نصائح ومواعظ وكان الحديث بيني وبينه سجالا وتدخل بعض الموفقين ونصح صاحبي بالإصغاء لمنطق العقل فكأنه أقتنع شكليا وأنا لازلت أدعو له ولنفسي با لهداية الموصلة لرضوان رب العالمين فقلت له :
نعم أنا في نظرك متشدد لأني لا أوافقك على آرائك العفنة وأريد انتشالك من وحل العفن الذي تسبح فيه إلا أنك لا يناسبك إلا أن تبقي في غيك زاعما أني أتدخل في خصوصياتك المخالفة لكل القيم الإنسانية وتسبح في بحيرة من الوحل الملطخ بعفن المعاصي والانحراف الخلقي والمظهر المخالف لكل تعاليم الإسلام وفاء منك لقائدك الذي تعهد أمام رب العالمين بقوله :
{ وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً ) لقد أمرك بحلق لحيتك وأطعته وأمرك بإسبال لباسك فأسبلته وبترك الحضور للجمعة والجماعات فكنت سهل الانقياد لعدو الله وتقبلت ما يزينه لك وضاق صدرك بما أمرك الله ورسوله ورأيت إن في ذلك كبت للحريات وما علمت إن الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر أما الآخرة فهي بعكس ذلك تماما فهي جنة المؤمن وسجن الكافر وأين هو هذا السجن إنه في نار جهنم التي {لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ }المدثر
فالتشدد هو : الخروج عن مستوى الوسطية والاعتدال والمنطق في الفهم والتصور للأمور . أو المبالغة في التمسك بالرأي على أنه هو الصواب المطلق والشخص الذي يبالغ في التمسك برأيه لن يجد حتما من يتفق معه ؟!
التشدد في نظر كثير من الكتاب والمثقفين والعلمانيين هو التمسك بالكتاب والسنة : هو المتجاوز للحد الشرعي كما في قصة الثلاثة الذين تقالٌّوا عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال أحدهم : أقوم ولا أنام ، وقال الآخر : أصوم ولا أفطر ، وقال الأخر : لا أتزوج النساء . هؤلاء هم المتشددون الذين يأتون بعبادة لم يشرعها الله ولا رسوله ويرون أنهم على شيء أولئك {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً }الكهف104
نعم أنا متشدد إذا كان التشدد هو إتباع أوامر الله ورسوله لأنقذ نفسي من النار التي حذرنا الله منها {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ }فاطر36
هذا الذي يجعلني أكثر تشددا خوفا من المصير المجهول { يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } عبس (37)

الأربعاء، ١٠ رمضان ١٤٣٢ هـ

الجهاد ذروة السنام ومن تركه قعد تحت الأقدام !

الجهاد ذروة السنام ومن تركه قعد تحت الأقدام
لاشك إن الجهاد في سبيل الله من أعظم العبادات وأجل القربات وما ذالك إلا لعظم شأن هذه الشعيرة العظيمة التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم : عن عطاء بن يسار انه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :ألا أخبركم بخير الناس منزلا رجل آخذ بعنان فرسه يجاهد في سبيل الله ألا أخبركم بخير الناس منزل بعده رجل معتزل في غنيمته يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعبد الله لا يشرك به شيئا . إن الجهاد في سبيل الله تجارة رابحة مع رب العالمين فالمجاهد تاجر يتعامل مع الله الذي يشتري منه نفسه التي هو خلقها، وماله الذي هو ملكه إياه ومعطيه، ويعطيه ثمن نفسه وماله الجنة نقداً لا نسيئة فهذا الثمن، مضمون لا خوف من فقده، لأن الله هو المشتري وهو الذي وعد به، وهل توجد تجارة مثل التجارة التي تكون مع الخالق سبحانه ، ومن أصدق من الله قيلاً ؟
وَقَوْلُ اللهِ تَعَالَى : {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ، وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ} إِلَى قَوْلِهِ {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ الْحُدُودُ الطَّاعَةُ.
وعن عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ قَالَ الصَّلاَةُ عَلَى مِيقَاتِهَا قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ فَسَكَتُّ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي

مكانة المجاهد في سبيل الله :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله : إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض " رواه البخاري .



المجاهد في سبيل الله كالصائم القائم القانت بآيات الله :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله : مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله ، لا يفتر من صيام ولا صلاة حتى يرجع المجاهد في سبيل الله تعالى " رواه البخاري ومسلم .



أجر الجهاد في سبيل الله :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله " انتدب الله لمن خرج في سبيله ، لا يخرجه إلا ايمان بي ، وتصديق برسلي أن أرجعه بما نال من أجر ، أو غنيمة ، أو أدخله الجنة " رواه البخاري



الشوق إلى الموت في سبيل الله :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله : " والذي نفسي بيده لودت أن أقتل في سبيل الله ثم أُحيا ثم أقتل ، ثم أحيا ثم أقتل ، ثم أحيا ثم أقتل " ولمسلم " لودت أني أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأُقتل ثم أغزو فأقتل " رواه البخاري .



رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها :
عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها " وعند مسلم : لغدوة في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها " رواه البخاري .



لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما عليها :
عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " لغدوة في سبيل الله أو روحةٌ خيرٌ من الدنيا وما فيها " رواه البخاري ومسلم



الرباط في سبيل الله عمل صالح يجري من بعد الموت :
عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " رباط يوم وليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه ، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله ، وأُجري عليه رزقه ، وأمن الفتّان " رواه مسلم



لا تمس النار القدمين اللتين اغبرتا في سبيل الله :
عن أبي عبس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " ما غبرتا قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار " رواه البخاري



لايدخل مسلم قتل كافرا في النار :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا " رواه مسلم .



الجهاد في سبيل الله من أفضل أسباب الرزق :
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله قال : " من خير معاش الناس لهم رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه كلما سمع هيعةً أو فزعة طار عليه ، يبتغي القتل والموت مظانّه " رواه مسلم


من جهز غازياً أو خلفه في أهله فقد غزا :
عن زيد بن خالد رضي الله عنه أن رسول الله قال " من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا ، ومن خلف غازيا في سبيل الله بخير فقد غزا " رواه البخاري ومسلم



حرمة نساء المجاهدين :
عن بريدة رضي الله عنه قال : قال رسول الله " وحرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم ، وما من رجل من القاعدين يخلف رجلاً من المجاهدين في أهله ، فيخونه فيهم ، إلا وُقف له يوم القيامة فيأخذ من عمله ماشاء فما ظنكم " رواه مسلم .



أجر المجاهد بماله :
عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال : جاء رجل بناقةٍ مخطومة فقال : هذه في سبيل الله ، فقال رسول الله " لك بها يوم القيامة سبع مائة ناقة كلها مخطومة " رواه مسلم



أجر الجهاد بين المجاهد والذي يخلفه في أهله :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : بعث بعثاً إلى بني لحيان فقال " ليخرج من كل رجلين رجل " ثم قال للقاعد " أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير ، كان له مثل نصف أجر الخارج " رواه مسلم



المجاهدون هم حماة الدين :
عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " لن يبرح هذا الدين قائما يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة " رواه مسلم .



الجرح في سبيل الله يعبق مسكاً يوم القيامة :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " لا يُكلم أحد في سبيل الله ، والله أعلم بمن يكلم في سبيله ، إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما ، اللون لون الدم والريح ريح المسك " رواه البخاري ومسلم .



الشهيد وأمنية الموت في سبيل الله :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله مافي الأرض من شيء إلا الشهيد ، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات ، لما يرى من الكرامة " رواه البخاري ومسلم .



الشهادة في سبيل الله كفارة للذنوب :
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : القتل في سبيل الله يكفر كل شيء إلا الدين " رواه مسلم .



عمل قليل وأجر عظيم :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " مقام أحدكم في سبيل الله خير من عبادة أحدكم في أهله ستين سنة ، أما تحبون أن يغفر الله لكم وتدخلون الجنة ، جاهدوا في سبيل الله ، من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة " رواه أحمد والترمذي والبيهقي وسنده حسن وصححه الحاكم .•
وفواق الناقة : أي مابين الحلبتين من الراحة .



الموت قبل أمنية الجهاد :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله " من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه ، مات على شعبة من نفاق " رواه مسلم



الخروج للجهاد :
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي قال يوم الفتح : " لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية ، وإذا استُنفرتم فانفروا " رواه البخاري ومسلم .



كيف الجهاد في سبيل الله :
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم " رواه أبو داود والنسائي والدارمي وإسناده قوي .



الأعمال الصالحة للشهيد :
عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله قال : كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطاً في سبيل الله ، فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة ، ويأمن فتنة القبر " حديث قوي الإسناد رواه
أحمد وأبو داود والترمذي وقال حسن صحيح



أجر من جرح في سبيل الله :
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : من قاتل في سبيل الله فُواق ناقة فقد وجبت له الجنة ، ومن جرح جُرحا في سبيل الله ، أو نكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت ، لونها الزعفران ، وريحها المسك " رواه أحمد والترمذي وأبو داود والنسائي وإسناده صحيح .



لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم :
عن أبي هريرة رض الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لا يجتمع غُبار في سبيل الله ودخان جهنم " صحيح رواه أحمد والترمذي والنسائي


أجر الحارس في سبيل الله :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " عينان لا تمسهما النار ، عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله " صحيح بشواهده رواه أحمد والترمذي والنسائي والدارمي .



الجوائز للشهيد :
عن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " للشهيد عند الله ست خصال : يغفر له في أول دفعة ، ويرى مقعده من الجنة ، ويُجار من عذاب القبر ، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار ، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها " ... (إلى آخرها ) حديث حسن رواه الترمذي وابن ماجه .



الموت قبل الجهاد :
عن أبر هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " من لقي الله بغير أثر من جهاد لقي الله وفيه ثلمة " رواه الترمذي وابن ماجة



موت المجاهد شهادة في سبيل الله :
عن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : " من سأل الله الشهادة بصدق ، بلغه الله منازل الشهداء ، وإن مات على فراشه " رواه مسلم .



الجهاد الصادق :
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " الغزو غزوان : فأما من ابتغى وجه الله ، وأطاع الإمام وأنفق الكريمة ، وياسر الشريك ، واجتنب الفساد ، فإن نومه ونبهه أجرٌ كله ، وأما من غزا فخرا ، ورياءً وسمعةً ، وعصى الإمام ، وأفسد في الأرض ، فإنه لم يرجع بالكفاف " إسناده صحيح رواه مالك وأحمد وأبوداود والنسائي .


السفر والتدريب للجهاد :
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سرية ، فقال : " والذي نفس محمد بيده ، لغدوة أو روحةٌ في سبيل الله ، خيرٌ من الدنيا وما فيها ، ولمقام أحدكم في الصف خيرٌ من صلاته ستين سنة " رواه أحمد



أجر الجهاد :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : " من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا ، وجبت له الجنة ، فعجب لها أبو سعيد ، فقال : أعدها علي يا رسول الله ، فأعادها عليه ، ثم قال : " وأخرى يرفع الله بها العبد مائة درجة في الجنة ، مابين كل درجتين كما بين السماء والأرض " قال : " الجهاد في سبيل الله ، الجهاد في سبيل الله ، الجهاد في سبيل الله " رواه أحمد .



الجنة تحت ظلال السيوف :
عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف " رواه مسلم .



التدريب على الرماية :
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو على المنبر يقول : " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ـ ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي " رواه مسلم .



وجوب مواصلة التدريب على الرماية :
وعنه ( عن عقبة بن عامر رضي الله عنه ) قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " من علم الرمي ثم تركه ، فليس منا ، أوقد عصى " رواه مسلم .



البركة في نواصي الخيل :
وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " البركة في نواصي الخيل " رواه البخاري ومسلم



النظر إلى موضع الهدف :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان أبو طلحة رضي الله عنه يتترّس مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بترس واحد ، وكان أبو طلحة حسن الرمي فكان إذا رمى يُشرف النبي صلى الله عليه وآله وسلم فينظر إلى موضع نبله " رواه البخاري .



فضل صانعي أسلحة الجهاد :
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " إن الله تعالى يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة : صانعه يحتسب في صنعته الخير ، والرامي به ، ومنبِّله " رواه أبوداود والترمذي وابن ماجه والنسائي .



ملاحظة أسلحة الجهاد :
عن عروة البارقي رضي الله عنه أن النبي قال : " الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة : الأجر والمغنم " رواه البخاري ومسلم .



أجر العاملين في القوات البحرية للدفاع عن حوزة الإسلام :
عن أم حرام رضي الله عنها عن النبي قال : " المائد في البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيد ، والغريق له أجر شهيدين " حديث حسن رواه أبو داود .

.
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُمْ بِأُحُدٍ جَعَلَ اللَّهُ أَرْوَاحَهُمْ في جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ تَرِدُ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ مُعَلَّقَةٍ فِى ظِلِّ الْعَرْشِ فَلَمَّا وَجَدُوا طِيبَ مَأْكَلِهِمْ وَمَشْرَبِهِمْ وَمَقِيلِهِمْ قَالُوا : مَنْ يُبَلِّغُ إِخْوَانَنَا عَنَّا أَنَّا أَحْيَاءٌ فِى الْجَنَّةِ نُرْزَقُ لِئَلاَّ يَزْهَدُوا في الْجِهَادِ وَلاَ يَنْكُلُوا عِنْدَ الْحَرْبِ فَقَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ : أَنَا أُبَلِّغُهُمْ عَنْكُمْ. قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا في سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا) ». إِلَى آخِرِ الآيَةِ
.أسأل الله أن ينفع بها ، ويكتب الأجر لجمامعها وقارئها وناقلها وناشرها ،،، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى من القول والعمل ،، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وصحبه وآله أجمعين .


الثلاثاء، ١٢ رجب ١٤٣٢ هـ

ناس عرفتهم ..!

الشيخ / احمد بن دبيس رحمه الله
أحمد بن دبيس ذلك الرجل الخلوق المحب لكل الناس المضياف عاش يتيم ألأب وقام بتربيته والدته وكانت أنثي حصيفة العقل ربته على الكرم والترحيب بكل وافد إلى دارهم وتقديم الطعام لكل وفد من عقبة ثغر التي كانت تربط السراة بتهامة وكانت دارهم في قرية آل مزاح المطلة على رأس العقبة وكان كل من أراد سوق المندق ينزل عند أبي دبيس للراحة وتناول ما يقدم له من ضيافة فهو يستقبل أقوام ويودع آخرين ببشاشة وترحيب وحفاوة منقطعة النظير حتى يرتاح الضيف توفي عن ثلاث زوجات وله من الولد 15 منهم 7 ذكور و8 بنات .
احمد تربطني به رابطة قرابة فهو أبن عمتي وكنت أزوره بين الفينة والفينة وفي احد الأيام اصطحبت رحيمي سعيد عطية وسلمته مقود سيارتي ليوصلنا لزيارة أبي دبيس وبعض الأقارب وكان حديث عهد بقيادة السيارة وحينما وصلنا لأحد المنعطفات أصابته ربكة وأختل توازن المقود في يديه ووقعنا في منحدر هناك وانقلبت السيارة وصار عاليها سافلها ونحن بداخلها وخرجنا منها وسلمنا الفوات إلا بعض الكسور البسيطة فما أن علم أبو دبيس حتى أحضر لنا سيارة إسعاف من المندق وسافر بنا إلى مدينة الطائف وأدخلنا مستشفى الملك فيصل واجروا لنا ما يلزم .
بقينا هناك مدة من الزمن تحت العلاج وبقي معنا ولم يفارقنا حتى خرجنا من المستشفى وكان يؤانسنا ويسامرنا حتى تم شفاؤنا وعدنا جميعا .
كان إذا سمع صوت الضيف يفز قائما مرحبا بصوت عل يداعب أضيافه ويحادثهم وجليسه لا يعرف الملل كان له مجلس كبير وكان به بعض المقتنيات التراثية يعرضها أمام أضيافه عبارة عن بنادق قديمة وجنابا واحدتها جنبيه وصحون خشبية وغيرها وكان الضيف يشعر براحة وأريحية .
كان يتاجر في المواشي ويرافقه في ذلك أبن أخيه على بن عبد الله والشيخ صالح العبيدي بن عبوش والشيخ حنش بن حمدان والشيخ سعد بن سعيد بن فرشان وغيرهم وكان يجيد طريقة التعامل مع الآخرين وكما قيل الشراء يعلم البيع حتى تقدم به السن فترك البيع والشراء وكان أبنائه هم من يمده بما يحتاج من مال .
وقد عانى من مرض أصيب به أقعده ولم يمهله حتى توفي رحمه الله في مستشفى القوات المسلحة بالهدى الطائف في يوم فرحمة الله عليه رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته وجمعنا به في مستقر رحمته {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ }

أناس عرفت !

الشيخ / احمد بن مرضي البرتاوي رحمه الله



الشيخ أحمد بن مرضي المكنى بابي ( عيضة ) أبنه الكبير عرفته صادقا صدوقا خلوقا محب لجماعته ولكل من عرفه كان معرفا لقريته بني عمار وإماما وخطيبا للقرية وكان جوادا أمينا بعيد عن كل خلق دنيء أحسبه كذلك رافقته في كثير من أسفاره فكان يسابق الشباب في خدمة مرافقيه في طهي الطعام وإحضار الحطب والماء وتقديم الطعام لمرافقيه
سافر معي ذات مرة من مكة المكرمة إلى ديرتنا في ليلة مطيرة مطر شمل مكة والطائف وما بين الطائف ومنطقة الباحة مما أضطر سائقي السيارات اللوري حط رحالهم في ضفة وادي بوى الشمالية فاقبلنا عليهم في سيارة خاصة لي رباعية الدفع فحينما أقبلنا عليهم صاحوا علينا بأن نبقي معهم وألا نغامر بحياتنا بتجاوز الماء لخطورته .
ثم أقبل إليً احد سكان الوادي وأسر لي بأنه لا خطورة من الماء .
فقال أبو عيضة : تريث قيلا ولا تستعجل وأنا سوف أقيس الماء وفعلا قام بحمل عصى طويلة ودخل في لجة الماء إلى نهايته ثم عاد وقال : لا خطورة من الماء فإن شئت مواصلة السفر فتوكل على الله وبالفعل قمت بتحريك سيارتي وقفزنا من عمق الوادي إلى بر الأمان . ثم قام ركاب السيارات الأخرى بثورة وتظاهروا على سائقيهم مطالبيهم بمواصلة السير قائلين هذه سيارة صغيرة تجاوزت وأنتم تريدون منا البقاء في هذا الوادي للبرد والجوع فاستجاب السائقون لمطالب الركاب وواصلوا سيرهم هذا الكلام قبل أن ينشا ألكبري وقبل أن يكون هناك مقاهي أيضا أو أسفلت .
ثم واصلنا سيرنا وفي وادي تربه وجدناه وكأنه بحر زاخر سفرنا هذا كان ليلا ثم احترنا في سلوك المكان المناسب وخفة المياه فأرشدنا الشيخ احمد بحكم خبرته إلى مكان منبسط ومتفرقة فيه المياه وهو رجل خبير بالطرق إذ كان يسافر بجمله مع بعض رفاقه من القبيلة . فكان يسير أمام السيارة هو أمام إحدى العجلات ورحيمي على عبد الله السيد رحمهما الله ، أمام الأخرى لئلا تسقط السيارة في إحدى الحفر .
فواصلنا حتى وصلنا بسلام سفرنا ذلك كان مغامرة الشاهد من هذا فتوة الشيخ احمد وقيامة بالخدمة المنقطعة النظير لمرافقيه .
كان سبقا لتقديم كل ما ينفع القرية من ماله وممتلكاته ومن ذلك السماح بشق الطرق الموصلة للقرية من أملاكه الخاصة والواقع المشاهد خير شاهد على ما ذكرت إن المكارم أخلاق مطهرة ولا ينالها كل أحد إلا القلة كان أمرا بالمعروف ناه عن المنكر محتسبا غيور على محارم الله فرحمه الله رحمة الأبرار وجمعنا وإياه في جنات النعيم وتحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ،




أناس عرفتهم
الكاتب أبو مشاري منتدى النصباء



الشيخ /عبد الكريم عبد الرحمن احمد رحمه الله ..!
عاش يتيما... وسافر فقيرا
إلى اليمن على قدميه طالبا للعلم ثم إلى مكة المكرمة والتي عمل بها بضعة أشهر تم انتقل إلى المدينة المنورة عام 1363هـ وعمل بها في عدة إعمال وقد ذكر لي رحمه الله انه عمل بريال واحد في الشهر تقدم إلى دار الحديث بالمدينة المنورة واخذ يدرس ويعمل في سقيا دار الحديث بأجر ثم أصبح إماما لمسجد شمس أعجب به الشيخ الفاضل حماد سرور المطيري رحمة الله الذي كان يدرس الشيخ عبدا لكريم عبدا لرحمن آل كرفان الزهراني رحمة الله في دار الحديث بالمدينة المنورة فعرض عليه الزواج من ابنته الوحيدة فقبل الشيخ يرحمه الله تخرج الشيخ وأصبح يدرس بدار الحديث بالمدينة المنورة وقد كان بصحبته بعض المشايخ الأجلاء وهم كثيرون ذكر لي إن الشيخ عبدا لعزيز بن صالح إمام وخطيب إمام الحرم النبوي بالمدينة المنورة رحمة الله كان يدرسهم وكان الشيخ علي بن عبدا لرحمن الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي حاليا بالمدينة المنورة احد زملائه ...
عمل الشيخ رحمة الله في تجارة الملابس الجاهزة في سوق الشروق بالمدينة المنورة وسكن في حوش التاجوري وهو احد إحياء المدينة المنورة ثم انتقل إلى حي باب ألتمار والذي كان بالقرب من الحرم النبوي الشريف و مسجد شمس حيت كان رحمة الله إمام المسجد يذهب إليه على قدميه لم يسبق للشيخ إن قاد سيارة تزوج رحمه الله بامرأة ثانية من زهران من قرية بالحكم وهي ابنة الشيخ خميس حسن الزهراني رحمة الله .
رزقه الله بعشرة أبناء ذكور وهم عبدا لرحمن ومحمد وعبدا لعزيز
وعبد الرحيم وحماد واحمد وعبد المعين وعبد الله وسليمان وسهيل وثمان بنات وجميعهم من مواليد المدينة المنورة
مرض الشيخ رحمة الله وأصبح مقعد الفراش حتى مات عن عمر يناهز84عاما
حملنا الشيخ وتوجهنا به صوب المكان الذي طالما تعلق قلبه به إلى المسجد النبوي الشريف في يوم الجمعة وصلينا عليه صلاة الظهر الموافق 11/12/1428هـ
رحم الله الشيخ والوالد الفاضل عبد الكريم بن عبد الرحمن
واسأل الله ألا يفتننا بعده وأن يميتنا ميتة على الإسلام ويرزقنا الشهادة
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ.



الشيخ / حنش بن حمدان

الشيخ حنش مثل الدائرة المقفلة التي تجعلك تحتار من أين تدخلها فإن قلت كرم فهو ممن يحب مكارم الأخلاق وإن قلت بسطة وجه وإن قلت حب للخير فكما علمت فإن له أيادي بيضاء في كثير من المواقف الصعبة : هو البحر من أي النواحي أتيته = فلجته المعروف والجود ساحله : وإن قلت الحديث معه لا يمل من طيبته وسلاسته وقوة حفظه كان ولازال باذلا جاهه في إصلاح ذات البين ولا أحصي من تدخٌل في إصلاح خلافات حصلت بين كثيرين من الناس كانت ستؤدي إلى سفك الدماء ولقد تدخل في كثير من تنازل أقوام عن مطالبة بقصاص كانت ستنفذ ।
لقد رافقته في كثير من أسفاره في الحج وغير ذلك فكان خادم رفاقه وإن كان يكبرهم سنا وماذك إلا لحبه خدمت رفاقه وكأنه أصغرهم سنا ويقوم بكل عمل دون كلل ولا ملل أو تذمر من الآخرين بل إن الابتسامة لا تكاد تفارق شفتيه يعمل بحب لجمع الألفة والمحبة بين الجميع ويشعر الآخرين بأنه هو المسئول على تأمين متطلبات الجماعة وقد شبهته بجهاز الطاقة التي تمد السفينة بالطاقة لتعمل بطريقة آلية .
إن جلست إليه حدثك قصصا عاصرها تجبرك للاستماع والإصغاء لها بشغف وتلهف وهي منوعة منها مكان منه وممن صاحبه في أسفاره ومنها ما شاهده وكان له دور في معالجة حل أزماتها وهي كثير وكنت ولا زلت حريصا على تسجيل تلك المعلومات التي يختزنها بين جوانحه وتعتبر كنز ثمين فهي مشوقة هذا إن كان في العمر بقية لي وله إن شاء الله تعالى . وإن ذكرت بنيه فكأنما عناهم الشاعر بقوله :
والأبن ينشأ على ماكان والده ** إن العروق عليها ينبت الشجر
من فاته حسب نفسه لم ينفعه حسب أبيه ، أولاده رجال متتبعين خُلطا أبيهم كلٌ في عملً وكل منهم ملتزم وعاقل فهم في نظري راغبون في المكارم مجتنبون للمحارم ومن ذلك استوجبوا حسن الثناء بالاستحقاق أحسبهم كذلك والله حسيبهم .



الشيخ /عبد العزيز بن عبد الله الزهراني

( سيرة ذاتية )

- من مواليد قرية بني عمار ببلاد زهران بمنطقة الباحة سنة 1352هـ .
- تلقى تعليمه الأولي في قراءة القرآن ومبادئ التوحيد لمدة عام تقريباً في كُتَّاب ( المندق ) على يد الشيخ عبد الله بن سعدي رحمه الله ولم يتعلم الكتابة بعد في ذلك الوقت .
- تزوج ثم انتقل إلى مكة المكرمة للبحث عن عمل و في مكة التحق بالوظائف التالية :
- عمل جندياً لمدة ثلاث سنوات بشرطة العاصمة المقدسة خلال الفترة 1371- 1373هـ .
- التحق بأمانة العاصمة المقدسة وعمل بها قرابة خمس وعشرين سنة .
- أثناء فترة إقامته بمكة المكرمة اتجه لحضور حلقات الدروس التي كانت تعقد بالمسجد الحرام بعد صلاة الفجر وبعد صلاة العصر وبعد صلاتي المغرب و العشاء حيث حضر دروس الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام والشيخ يحي بن عثمان المكي والشيخ حسان مشاط .
- أمضى أكثر من عشر سنوات في ملازمة الشيخ المحدِّث السلفي المسند أبو محمد عبد الحق بن عبد الواحد بن محمد بن هاشم المدرس بالمسجد الحرام ودرس على يديه صحيح البخاري وصحيح مسلم وكتاب التوحيد لابن خزيمة وكتاب الأسماء والصفات للبيهقي وتفسير ابن كثير و أجازه شيخه المحدث العلامة في الكتب التالية :
القرآن الكريم – موطأ مالك – صحيح البخاري – صحيح مسلم – سنن أبي داوود –سنن الترمذي –سنن النسائي – سنن ابن ماجه –سنن الدارمي – سنن الدارقطني – سنن البيهقي – مسند أحمد – صحيح ابن خزيمة – صحيح ابن حبان – صحيح الحاكم – تفسير الجلالين – تفسير ابن كثير – تفسير الطبري .
- أمضى زمناً في ملازمة الشيخ الفقيه المحدث سليمان بن عبد الرحمن الحمدان المدرس بالمسجد الحرام وقرأ عليه كتاب التوحيد مراراً تزيد على الثمان مرات وقرأ عليه شيئاً في صحيح البخاري و حصل على إجازةً بالسند العالي من شيخه في الكتب التالية :
الكتب الستة – موطأ مالك – مسند أحمد – كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب – وبقية أسانيده وإثبات الأسانيد المجاز بها ومؤلفات شيخه من نظم و نثر .
- حصل على إجازة بالسند العالي من الشيخ حماد بن محمد الأنصاري رحمه الله و الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن السعد وأجازهما بما عنده من أسانيد على طريقة التدبيج المعروفة عند المحدثين .
- أجاز عدداً من المهتمين بعلم الإسناد من طلبة العلم و أساتذة الجامعات والقضاة ممن تنطبق عليهم شروط الإجازة .
من آثـاره العلميـة :
- 1 معجم الرواة الأماجاد من زهران وغامد .
- 2 خواطر إسلامية .
- 3 صور من سير شباب الرعيل الأول .
- 4 حرية الفكر أم حرية الكفر .
- 5 إبداع الخالق في نظام دليل على وحدانيته .
- 6 دفاع عن أبي هريرة ( لم يُنشر )
الشيخ / صالح بن قماش رحمه الله
لقد عرفته من الصغر وأنا بمكة المكرمة وكنت أعمل في أمانة العاصمة في وظيفة متواضعة
ومن باب الصدف أجد الشيخين
صالح بن قماش والشيخ عيسى بن دقاس رحمهما الله يتواجدان عند أولئك المشايخ من بعد صلاة المغرب تردد على المسجد الحرام وأستمع إلى بعض المشايخ الوعاظ ومنهم الشيخ سليمان بن حمدان وكان أغلب دروسه في التوحيد والشيخ حمود الشويعر والشيخ يحي بن عثمان المكي فنبقى نستمع من بعد صلاة المغرب إلى ما بعد صلاة العشاء وبعد صلاة العشاء نبقى نناقش أوضاع منطقتنا وكيف نكوٌن دعاة يشرحون للناس ما يجب عليهم تجاه دينهم وكنا نحمل هموم تلك الفكرة حتى هيأ الله لهذه الفكرة من طالب المسئولين بإحداث مركز لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفعلا تم ذلك .
وكان الشيخان من أول من بادر في الانضمام لتلك الجماعة احتسابا لوجه الله تعالى لا يريدون من أحد جزاء ولا شكورا إلا حرصا منهم لتنوير الناس وإبعادهم عن بعض العادات المخالفة للشريعة ومنها عادة اختلاط الرجال والنساء التي كانت عادة لا ينكرها احد إلا شخص واحد فقد كان لا يسمح لزوجه بالاختلاط مع غير ذي محرم وهو الشيخ / إبراهيم الغبيشي من قرية الحلاة وكان موضع سخرية عند ملا علم له .
كان الشيخ صالح رجل طويل القامة أشبه ما يكون بابنه احمد فهو صورة له طبق الأصل كان رجل كثير الصمت إلا فيما لابد منه آمرا بالمعروف ناه عن المنكر متطوعا دافعه في ذلك غيرته على ما يخالف الدين وحبا للآخرين .
كان هو والشيخ عيسى صديقين حميمين يحجان ويعتمران مع بعضهما وكانا متقاربين في السن في اعتقادي والله أعلم ।






الاثنين، ٤ ربيع الأول ١٤٣٢ هـ

في العجلة الندامة وفي التأني السلامة !
قصة السيد ( د ) وزجه السيدة ( م ) والسيد ( س )
هذه القصة حقيقية حدثت في الستينات بين رجل وامرأته وعامل غريب من خارج القرية
كان هناك رجل يدعى ( س ) يعمل لدى بعض الأسر في منطقتنا وكان يعمل في رعي الموشي وحصاد الزراعة وكان به من الفقر ما الله به عليم كان منقطعا لا أهل ولا عشيرة ولا ولد وكان يعمل عند أهل القرية بملء بطنه ويسكن في غرفة متواضعة فراشها الخصف وهو فراش ولحاف وصابر على حالته هذه .
وكان في القرية رجل من أعيانها وقد رمزت لأسمه ب( د ) وله امرأة فيها من الجمال والكمال والعقل مما جعل زوجها يغار عليها غيرة مفرطة وقد رمزت لأسمها ب( م ) وكانت غريبة من خارج القبيلة وهي الأخرى ليس لها قرابة كلهم انقرضوا.
وكان زوجها السيد ( د ) من شدة غيرته عليها يتتبعها وينظر من يقابلها أو يتكلم معها وفي أحد الأيام صادف أن مر إلى جوارها رجل فسلم عليها وردت عليه السلام ولاحظ زوجها ذلك وفي الدار سألها زوجها قائلا : من الذي قابلك في الطريق وماذا قال لك ؟
فقالت : قابلني فلان من الناس ورد على السلام وذهب . قال لها أنت تكذبين ( أنت طالق ) وكررها ثلاث مرات ثم جمع أعيان قريته وأشهدهم على مقولته ولم يبدي لهم الأسباب ثم إنها انتقلت من بيت طليقها إلى غرفة عند أحد المحسنين في نفس القرية .
زوجها السيد ( د ) ندم لفراقها وتأسف وعلم أنه تسرع في فراقها وطلب من أولى ألحجي والرأي حلا لمشكلته فا رشدوه إلى أن يتفقوا مع ذلك الرجل السيد ( س ) المسكين الذي يعمل في القرية أن يتزوجها زواج تحليل فقط ثلاثة أيام ثم يفارقها وبعد ذلك يراجعها زوجها ويعيدها إليه وما كان من هذا المسكين إلا أن وافق على غير رغبة منه .
فذهبوا إليها وأخبروها بما عزموا عليه فوافقتهم بشروط أن يشتروا لها فراش ومهر قدره (300) ريال فاخبروا زجها السيد ( د ) بمطالبها فوافق ودفعوا لها الصداق .
ثم زفت إلى زوجها المؤقت إلا أنه طاب لها وطابت له وأنس كل واحد منهما بصاحبه فقالت له إذا طلبوا منك الطلاق فلا تجيبهم على طلبهم وقل لهم أمرها لها إن هي تريد ذلك فلا مانع لدي واترك لباقي علي .
وبقيت معه الثلاثة الأيام المتفق عليها فراجعوه وطلبوا منه فراقها فقال لهم : أسألوها أن كانت تريد ذلك فلا مانع لدي .
فذهبوا إليها وسألوها الوفاء بوعدها : فما كان منها إلا أن أخذت حفنة من تراب وحثته في وجوههم وقالت : أنا تزوجت هذا المسكين على سنة الله ورسوله وعلى غير رغبة مني فلن أفارقه .
فقالوا لها : زوجك سلم فلوس وخسر ولابد من إما تعودين إليه وإلا تعيدين له ماله الذي دفعه فقالت : أنا لم أطلب منكم زوج ولا غيره وليس لكم عندي إلا التراب .
فعادوا من عندها بخيبة الأمل . وقيل إنها عاشت عيشة هنئيه مع زوجها الجديد واشترت لها بقرة وتحسنت أحوالهما المعيشية إلا أنهما كانا عقيمان لا ينجبان .
وفي ذلك الزمن لم يتقدم علم الطب ولم يعرف أطفال الأنابيب واستنساخ أجهزة وأعضاء بشرية لنقلها إلى من يحتاج إليها عن طريق الأنابيب والأجهزة المختبرية كما هو المتعارف عليه في علم طب الجراحة السلالية اليوم .

الخميس، ٣٠ صفر ١٤٣٢ هـ

الوصية بالجار


الوصية بالجار
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين القائل : ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه ليورثه .. وبعد
قال الله تعالى : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) [النساء: 36] .
عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه).
أي أن الإسلام أعتبره في منزلة الأخ أو الأب
ويفهم من هذا الحديث تعظيم حق الجار من الإحسان إليه وإكرامه وعدم الأذى له وإنما جاء الحديث في هذا الأسلوب للمبالغة في حفظ حقوق الجار وعدم الإساءة إليه حيث أنزله الرسول صلى الله عليه وسلم منزلة الوارث تعظيماً لحقه ووجوب الإحسان إليه وعدم الإساءة إليه بأي نوع من أنواع الأذى .
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن مجاورة من جاوره).
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره).
لقد نالتنا الأذية من جيراننا وأصهارنا الذين كنا في السابق لا يهنأ لنا طعام أو شراب إللأ بوجودهم وسرعان ما قلبوا ظهر المجن لمن كان يحسن إليهم وهذا مع الأسف غاية اللؤم والخسة ,
عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ' لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه ' . البخاري :
وأي بوائق أعظم من قطع الطرق وإبداء العداوة دون مبرر إي شيطان يقود هؤلاء الذين قد سلموا مقودهم لهواهم دون تفكير في القطيعة أو لوم الآخرين وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا اللهم لا تعمي بصائرنا وأهدنا لما خلقتنا له .
عن عبد الرحمن بن أبي قراد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سره أن يحبه الله ورسوله فليحسن جوار من جواره).
عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ' لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش ، وقطيعة الرحم ، وسوء الجوار ، ويؤتمن الخائن ، ويخون الأمين . قيل : يا رسول الله ، فكيف المؤمن يومئذ ؟ قال : كالنحلة وقعت فلم تكسر ، وأكلت فلم تفسد ، ووضعت طيباً ، وكقطعة الذهب أدخلت النار فأخرجت فلم تزدد إلا جودة '
وعن عائشة تقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ' ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه ليورثه ' . الترمذي : عن عبد الله بن عمرو ابن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ' خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه ، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره '
عن أبي شريح ، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ' والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن . قيل : يا رسول الله ، ومن ؟ قال : الذي لا يأمن جاره بوائقه ' .
عن أسماء قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن من شقاء المرء في الدنيا ثلاثة سوء الدار وسوء المرأة وسوء الدابة قالت : يا رسول الله ما سوء الدار ؟ قال : ضيق ساحتها وخبث جيرانها قيل فما سوء الدابة ؟ قال : منعها ظهرها وسوء ضلعها قيل فما سوء المرأة ؟ قال : عقم رحمها وسوء خلقها ،
عن أبى هريرة قال : قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم - إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل الخيرات وتتصدق وتؤذى جيرانها بلسانها فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا خير فيها هي من أهل النار قيل وفلانة تصلى المكتوبة وتتصدق من الأثوار من الأقط ولا تؤذى أحد فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هي من أهل الجنة (البيهقى في شعب الإيمان) [كنز العمال]
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن لي جاراً يؤذني فقال: (أنطلق فأخرج متاعك إلى الطريق). ففعل فاجتمع عليه الناس يقولون ما شأنك فجعل يقول جاري يؤذيني فجعلوا يقولون اللهم العنه اللهم أخزه فبلغه ذلك فأتاه فقال أرجع إلى منزلك فو الله لا أؤذيك أبداً.
اللعنة هي الطرد من رحمة الله فلوكان الأمر كما يتصوره الجهلة من الناس الذين لا يرون إلا من ثقب ألإبره أن اللعن قرار من الله تعالى بطرد الشخص من رحمته لأنه ممعن في الإجرام .
واللعن يقتصر على من دل الدليل القطعي من القرآن والسنة على جواز لعنه أو وجوبه . ولولم تكن أذيت الجار من الكبائر لما أقر المصطفى الراؤف الرحيم بالأمة لعنة المارين على ذلك الجار الذي تسبب في أذية جاره مما أضطره إلى إخراج متاعه من داره إلى الطريق . فالصحابة انتقموا من ذلك الجار المؤذي بالدعاء عليه، وبسبه، واستقبحوا فعله؛ وهذا الفعل يستقبح عقلاً، فصاحب الإساءة لما سمع بأن المجتمع كله صار ضده، رجع عن غيّه، وكف أذاه عن جاره، وبهذا رجع الجار إلى بيته وقد أمن من إيذاء جاره اللهم أهد جيراننا لأتباع الحق .

عن إسماعيل بن حمزة عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أشراط الساعة سوء الجوار وقطيعة الأرحام وأن يعطل السيف عن الجهاد).
هذه الشروط الثلاثة موجودة بين الكثير من الناس فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله كيف لي أن أعلم إذا أحسنت أو إذا أسأت فقال النبي صلى الله عليه وسلم " إذا سمعت جيرانك يقولون: قد أحسنت فقد أحسنت، وإذا سمعتهم يقولون: قد أسأت فقد أسأت " رواه الإمام أحمد
قطيعة الرحم هذا الخطر الكبير ، الذي يهدد بنيان العلاقات بشتى أنواعها ،،، من قرابة في الرحم أو زمالة وصداقة للأسف أخذ يضخم ويتفشى فترة بعد فترة بدأ يأخذ مكانة في كثيراً من المجتمعات ويخرق جدار الروابط المتينة .
إن أولى الشبهات وأعظمها وأخطرها على هذا الأسلوب من العمل الإسلامي، هي شبهة التعطيل للجهاد الإسلامي.
أفبعد هذه النصوص ووضوحها وضوح الشمس في رابعة النهار يتجاهلها من يدعي العلم أم أن له حق الخيار أن يؤمن بما شاء ويرفض ما يشاء ؟؟
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36
ولا ينبغي لمؤمن ولا مؤمنة إذا حكم الله ورسوله فيهم حُكمًا أن يخالفوه, بأن يختاروا غير الذي قضى فيهم. ومن يعص الله ورسوله فقد بَعُدَ عن طريق الصواب بُعْدًا ظاهرًا .
لقد عاش آبآؤنا في هذه المنطقة وكل يعرف ماله وما عليه ولم يعتدي أحد على حق خاص ولا حق عام لقد كان كل يحتمي شرفه ويلوم نفسه إن هو أساء إلى جيرانه وكان إذا حصل خلاف ينتخب كل من المتخاصمين حكما مفوضا ثم يشترط الحكم أن يقبل منه من أنتخبه ما يأتيه به وإذا قبل طلب من أن يربط على وجهه بالقبض على لحيته التي كان لها كرامة وقيمة آن ذك ويقبل ما يتفقون عليه وإلا قام الجميع أخصاما في وجه المعتدي الغير قابل لحكم الحكام المنتخبين وإن من المهلكات إعجاب المرء بنفسه ويطيع هواه حتى يهوي به في المهالك .
فالمؤمن يتواضع للمؤمن ويتذلل لهم ويتعزز على الكافرين ولا يتضال لهم تعظيماً لحرمة الإسلام وإعزازاً للدين من غير أن تؤذيهم ولا تودهم كما تود المسلم.
والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.