الثلاثاء، ١٢ رجب ١٤٣٢ هـ

ناس عرفتهم ..!

الشيخ / احمد بن دبيس رحمه الله
أحمد بن دبيس ذلك الرجل الخلوق المحب لكل الناس المضياف عاش يتيم ألأب وقام بتربيته والدته وكانت أنثي حصيفة العقل ربته على الكرم والترحيب بكل وافد إلى دارهم وتقديم الطعام لكل وفد من عقبة ثغر التي كانت تربط السراة بتهامة وكانت دارهم في قرية آل مزاح المطلة على رأس العقبة وكان كل من أراد سوق المندق ينزل عند أبي دبيس للراحة وتناول ما يقدم له من ضيافة فهو يستقبل أقوام ويودع آخرين ببشاشة وترحيب وحفاوة منقطعة النظير حتى يرتاح الضيف توفي عن ثلاث زوجات وله من الولد 15 منهم 7 ذكور و8 بنات .
احمد تربطني به رابطة قرابة فهو أبن عمتي وكنت أزوره بين الفينة والفينة وفي احد الأيام اصطحبت رحيمي سعيد عطية وسلمته مقود سيارتي ليوصلنا لزيارة أبي دبيس وبعض الأقارب وكان حديث عهد بقيادة السيارة وحينما وصلنا لأحد المنعطفات أصابته ربكة وأختل توازن المقود في يديه ووقعنا في منحدر هناك وانقلبت السيارة وصار عاليها سافلها ونحن بداخلها وخرجنا منها وسلمنا الفوات إلا بعض الكسور البسيطة فما أن علم أبو دبيس حتى أحضر لنا سيارة إسعاف من المندق وسافر بنا إلى مدينة الطائف وأدخلنا مستشفى الملك فيصل واجروا لنا ما يلزم .
بقينا هناك مدة من الزمن تحت العلاج وبقي معنا ولم يفارقنا حتى خرجنا من المستشفى وكان يؤانسنا ويسامرنا حتى تم شفاؤنا وعدنا جميعا .
كان إذا سمع صوت الضيف يفز قائما مرحبا بصوت عل يداعب أضيافه ويحادثهم وجليسه لا يعرف الملل كان له مجلس كبير وكان به بعض المقتنيات التراثية يعرضها أمام أضيافه عبارة عن بنادق قديمة وجنابا واحدتها جنبيه وصحون خشبية وغيرها وكان الضيف يشعر براحة وأريحية .
كان يتاجر في المواشي ويرافقه في ذلك أبن أخيه على بن عبد الله والشيخ صالح العبيدي بن عبوش والشيخ حنش بن حمدان والشيخ سعد بن سعيد بن فرشان وغيرهم وكان يجيد طريقة التعامل مع الآخرين وكما قيل الشراء يعلم البيع حتى تقدم به السن فترك البيع والشراء وكان أبنائه هم من يمده بما يحتاج من مال .
وقد عانى من مرض أصيب به أقعده ولم يمهله حتى توفي رحمه الله في مستشفى القوات المسلحة بالهدى الطائف في يوم فرحمة الله عليه رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته وجمعنا به في مستقر رحمته {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ }

أناس عرفت !

الشيخ / احمد بن مرضي البرتاوي رحمه الله



الشيخ أحمد بن مرضي المكنى بابي ( عيضة ) أبنه الكبير عرفته صادقا صدوقا خلوقا محب لجماعته ولكل من عرفه كان معرفا لقريته بني عمار وإماما وخطيبا للقرية وكان جوادا أمينا بعيد عن كل خلق دنيء أحسبه كذلك رافقته في كثير من أسفاره فكان يسابق الشباب في خدمة مرافقيه في طهي الطعام وإحضار الحطب والماء وتقديم الطعام لمرافقيه
سافر معي ذات مرة من مكة المكرمة إلى ديرتنا في ليلة مطيرة مطر شمل مكة والطائف وما بين الطائف ومنطقة الباحة مما أضطر سائقي السيارات اللوري حط رحالهم في ضفة وادي بوى الشمالية فاقبلنا عليهم في سيارة خاصة لي رباعية الدفع فحينما أقبلنا عليهم صاحوا علينا بأن نبقي معهم وألا نغامر بحياتنا بتجاوز الماء لخطورته .
ثم أقبل إليً احد سكان الوادي وأسر لي بأنه لا خطورة من الماء .
فقال أبو عيضة : تريث قيلا ولا تستعجل وأنا سوف أقيس الماء وفعلا قام بحمل عصى طويلة ودخل في لجة الماء إلى نهايته ثم عاد وقال : لا خطورة من الماء فإن شئت مواصلة السفر فتوكل على الله وبالفعل قمت بتحريك سيارتي وقفزنا من عمق الوادي إلى بر الأمان . ثم قام ركاب السيارات الأخرى بثورة وتظاهروا على سائقيهم مطالبيهم بمواصلة السير قائلين هذه سيارة صغيرة تجاوزت وأنتم تريدون منا البقاء في هذا الوادي للبرد والجوع فاستجاب السائقون لمطالب الركاب وواصلوا سيرهم هذا الكلام قبل أن ينشا ألكبري وقبل أن يكون هناك مقاهي أيضا أو أسفلت .
ثم واصلنا سيرنا وفي وادي تربه وجدناه وكأنه بحر زاخر سفرنا هذا كان ليلا ثم احترنا في سلوك المكان المناسب وخفة المياه فأرشدنا الشيخ احمد بحكم خبرته إلى مكان منبسط ومتفرقة فيه المياه وهو رجل خبير بالطرق إذ كان يسافر بجمله مع بعض رفاقه من القبيلة . فكان يسير أمام السيارة هو أمام إحدى العجلات ورحيمي على عبد الله السيد رحمهما الله ، أمام الأخرى لئلا تسقط السيارة في إحدى الحفر .
فواصلنا حتى وصلنا بسلام سفرنا ذلك كان مغامرة الشاهد من هذا فتوة الشيخ احمد وقيامة بالخدمة المنقطعة النظير لمرافقيه .
كان سبقا لتقديم كل ما ينفع القرية من ماله وممتلكاته ومن ذلك السماح بشق الطرق الموصلة للقرية من أملاكه الخاصة والواقع المشاهد خير شاهد على ما ذكرت إن المكارم أخلاق مطهرة ولا ينالها كل أحد إلا القلة كان أمرا بالمعروف ناه عن المنكر محتسبا غيور على محارم الله فرحمه الله رحمة الأبرار وجمعنا وإياه في جنات النعيم وتحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ،




أناس عرفتهم
الكاتب أبو مشاري منتدى النصباء



الشيخ /عبد الكريم عبد الرحمن احمد رحمه الله ..!
عاش يتيما... وسافر فقيرا
إلى اليمن على قدميه طالبا للعلم ثم إلى مكة المكرمة والتي عمل بها بضعة أشهر تم انتقل إلى المدينة المنورة عام 1363هـ وعمل بها في عدة إعمال وقد ذكر لي رحمه الله انه عمل بريال واحد في الشهر تقدم إلى دار الحديث بالمدينة المنورة واخذ يدرس ويعمل في سقيا دار الحديث بأجر ثم أصبح إماما لمسجد شمس أعجب به الشيخ الفاضل حماد سرور المطيري رحمة الله الذي كان يدرس الشيخ عبدا لكريم عبدا لرحمن آل كرفان الزهراني رحمة الله في دار الحديث بالمدينة المنورة فعرض عليه الزواج من ابنته الوحيدة فقبل الشيخ يرحمه الله تخرج الشيخ وأصبح يدرس بدار الحديث بالمدينة المنورة وقد كان بصحبته بعض المشايخ الأجلاء وهم كثيرون ذكر لي إن الشيخ عبدا لعزيز بن صالح إمام وخطيب إمام الحرم النبوي بالمدينة المنورة رحمة الله كان يدرسهم وكان الشيخ علي بن عبدا لرحمن الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي حاليا بالمدينة المنورة احد زملائه ...
عمل الشيخ رحمة الله في تجارة الملابس الجاهزة في سوق الشروق بالمدينة المنورة وسكن في حوش التاجوري وهو احد إحياء المدينة المنورة ثم انتقل إلى حي باب ألتمار والذي كان بالقرب من الحرم النبوي الشريف و مسجد شمس حيت كان رحمة الله إمام المسجد يذهب إليه على قدميه لم يسبق للشيخ إن قاد سيارة تزوج رحمه الله بامرأة ثانية من زهران من قرية بالحكم وهي ابنة الشيخ خميس حسن الزهراني رحمة الله .
رزقه الله بعشرة أبناء ذكور وهم عبدا لرحمن ومحمد وعبدا لعزيز
وعبد الرحيم وحماد واحمد وعبد المعين وعبد الله وسليمان وسهيل وثمان بنات وجميعهم من مواليد المدينة المنورة
مرض الشيخ رحمة الله وأصبح مقعد الفراش حتى مات عن عمر يناهز84عاما
حملنا الشيخ وتوجهنا به صوب المكان الذي طالما تعلق قلبه به إلى المسجد النبوي الشريف في يوم الجمعة وصلينا عليه صلاة الظهر الموافق 11/12/1428هـ
رحم الله الشيخ والوالد الفاضل عبد الكريم بن عبد الرحمن
واسأل الله ألا يفتننا بعده وأن يميتنا ميتة على الإسلام ويرزقنا الشهادة
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ.



الشيخ / حنش بن حمدان

الشيخ حنش مثل الدائرة المقفلة التي تجعلك تحتار من أين تدخلها فإن قلت كرم فهو ممن يحب مكارم الأخلاق وإن قلت بسطة وجه وإن قلت حب للخير فكما علمت فإن له أيادي بيضاء في كثير من المواقف الصعبة : هو البحر من أي النواحي أتيته = فلجته المعروف والجود ساحله : وإن قلت الحديث معه لا يمل من طيبته وسلاسته وقوة حفظه كان ولازال باذلا جاهه في إصلاح ذات البين ولا أحصي من تدخٌل في إصلاح خلافات حصلت بين كثيرين من الناس كانت ستؤدي إلى سفك الدماء ولقد تدخل في كثير من تنازل أقوام عن مطالبة بقصاص كانت ستنفذ ।
لقد رافقته في كثير من أسفاره في الحج وغير ذلك فكان خادم رفاقه وإن كان يكبرهم سنا وماذك إلا لحبه خدمت رفاقه وكأنه أصغرهم سنا ويقوم بكل عمل دون كلل ولا ملل أو تذمر من الآخرين بل إن الابتسامة لا تكاد تفارق شفتيه يعمل بحب لجمع الألفة والمحبة بين الجميع ويشعر الآخرين بأنه هو المسئول على تأمين متطلبات الجماعة وقد شبهته بجهاز الطاقة التي تمد السفينة بالطاقة لتعمل بطريقة آلية .
إن جلست إليه حدثك قصصا عاصرها تجبرك للاستماع والإصغاء لها بشغف وتلهف وهي منوعة منها مكان منه وممن صاحبه في أسفاره ومنها ما شاهده وكان له دور في معالجة حل أزماتها وهي كثير وكنت ولا زلت حريصا على تسجيل تلك المعلومات التي يختزنها بين جوانحه وتعتبر كنز ثمين فهي مشوقة هذا إن كان في العمر بقية لي وله إن شاء الله تعالى . وإن ذكرت بنيه فكأنما عناهم الشاعر بقوله :
والأبن ينشأ على ماكان والده ** إن العروق عليها ينبت الشجر
من فاته حسب نفسه لم ينفعه حسب أبيه ، أولاده رجال متتبعين خُلطا أبيهم كلٌ في عملً وكل منهم ملتزم وعاقل فهم في نظري راغبون في المكارم مجتنبون للمحارم ومن ذلك استوجبوا حسن الثناء بالاستحقاق أحسبهم كذلك والله حسيبهم .



الشيخ /عبد العزيز بن عبد الله الزهراني

( سيرة ذاتية )

- من مواليد قرية بني عمار ببلاد زهران بمنطقة الباحة سنة 1352هـ .
- تلقى تعليمه الأولي في قراءة القرآن ومبادئ التوحيد لمدة عام تقريباً في كُتَّاب ( المندق ) على يد الشيخ عبد الله بن سعدي رحمه الله ولم يتعلم الكتابة بعد في ذلك الوقت .
- تزوج ثم انتقل إلى مكة المكرمة للبحث عن عمل و في مكة التحق بالوظائف التالية :
- عمل جندياً لمدة ثلاث سنوات بشرطة العاصمة المقدسة خلال الفترة 1371- 1373هـ .
- التحق بأمانة العاصمة المقدسة وعمل بها قرابة خمس وعشرين سنة .
- أثناء فترة إقامته بمكة المكرمة اتجه لحضور حلقات الدروس التي كانت تعقد بالمسجد الحرام بعد صلاة الفجر وبعد صلاة العصر وبعد صلاتي المغرب و العشاء حيث حضر دروس الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام والشيخ يحي بن عثمان المكي والشيخ حسان مشاط .
- أمضى أكثر من عشر سنوات في ملازمة الشيخ المحدِّث السلفي المسند أبو محمد عبد الحق بن عبد الواحد بن محمد بن هاشم المدرس بالمسجد الحرام ودرس على يديه صحيح البخاري وصحيح مسلم وكتاب التوحيد لابن خزيمة وكتاب الأسماء والصفات للبيهقي وتفسير ابن كثير و أجازه شيخه المحدث العلامة في الكتب التالية :
القرآن الكريم – موطأ مالك – صحيح البخاري – صحيح مسلم – سنن أبي داوود –سنن الترمذي –سنن النسائي – سنن ابن ماجه –سنن الدارمي – سنن الدارقطني – سنن البيهقي – مسند أحمد – صحيح ابن خزيمة – صحيح ابن حبان – صحيح الحاكم – تفسير الجلالين – تفسير ابن كثير – تفسير الطبري .
- أمضى زمناً في ملازمة الشيخ الفقيه المحدث سليمان بن عبد الرحمن الحمدان المدرس بالمسجد الحرام وقرأ عليه كتاب التوحيد مراراً تزيد على الثمان مرات وقرأ عليه شيئاً في صحيح البخاري و حصل على إجازةً بالسند العالي من شيخه في الكتب التالية :
الكتب الستة – موطأ مالك – مسند أحمد – كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب – وبقية أسانيده وإثبات الأسانيد المجاز بها ومؤلفات شيخه من نظم و نثر .
- حصل على إجازة بالسند العالي من الشيخ حماد بن محمد الأنصاري رحمه الله و الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن السعد وأجازهما بما عنده من أسانيد على طريقة التدبيج المعروفة عند المحدثين .
- أجاز عدداً من المهتمين بعلم الإسناد من طلبة العلم و أساتذة الجامعات والقضاة ممن تنطبق عليهم شروط الإجازة .
من آثـاره العلميـة :
- 1 معجم الرواة الأماجاد من زهران وغامد .
- 2 خواطر إسلامية .
- 3 صور من سير شباب الرعيل الأول .
- 4 حرية الفكر أم حرية الكفر .
- 5 إبداع الخالق في نظام دليل على وحدانيته .
- 6 دفاع عن أبي هريرة ( لم يُنشر )
الشيخ / صالح بن قماش رحمه الله
لقد عرفته من الصغر وأنا بمكة المكرمة وكنت أعمل في أمانة العاصمة في وظيفة متواضعة
ومن باب الصدف أجد الشيخين
صالح بن قماش والشيخ عيسى بن دقاس رحمهما الله يتواجدان عند أولئك المشايخ من بعد صلاة المغرب تردد على المسجد الحرام وأستمع إلى بعض المشايخ الوعاظ ومنهم الشيخ سليمان بن حمدان وكان أغلب دروسه في التوحيد والشيخ حمود الشويعر والشيخ يحي بن عثمان المكي فنبقى نستمع من بعد صلاة المغرب إلى ما بعد صلاة العشاء وبعد صلاة العشاء نبقى نناقش أوضاع منطقتنا وكيف نكوٌن دعاة يشرحون للناس ما يجب عليهم تجاه دينهم وكنا نحمل هموم تلك الفكرة حتى هيأ الله لهذه الفكرة من طالب المسئولين بإحداث مركز لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفعلا تم ذلك .
وكان الشيخان من أول من بادر في الانضمام لتلك الجماعة احتسابا لوجه الله تعالى لا يريدون من أحد جزاء ولا شكورا إلا حرصا منهم لتنوير الناس وإبعادهم عن بعض العادات المخالفة للشريعة ومنها عادة اختلاط الرجال والنساء التي كانت عادة لا ينكرها احد إلا شخص واحد فقد كان لا يسمح لزوجه بالاختلاط مع غير ذي محرم وهو الشيخ / إبراهيم الغبيشي من قرية الحلاة وكان موضع سخرية عند ملا علم له .
كان الشيخ صالح رجل طويل القامة أشبه ما يكون بابنه احمد فهو صورة له طبق الأصل كان رجل كثير الصمت إلا فيما لابد منه آمرا بالمعروف ناه عن المنكر متطوعا دافعه في ذلك غيرته على ما يخالف الدين وحبا للآخرين .
كان هو والشيخ عيسى صديقين حميمين يحجان ويعتمران مع بعضهما وكانا متقاربين في السن في اعتقادي والله أعلم ।