الثلاثاء، ٢٣ ربيع الأول ١٤٣١ هـ

الحياة ثلاثة أيام !

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران102
المتقون سادة والعلماء قادة ومجالستهم ريادة ، قال عيسى عليه السلام الدهر ثلاثة أيام أمس خلت عظته واليوم الذي أنت فيه لك وغدا لا تدري ما يكون.
حدثني أبو محمد السمسار القاسم بن هاشم قال أخبرنا المسيب بن واضح حدثنا محمد بن وليد قال قالوا للحسن صف لنا الدنيا قال أمس أجل واليوم عمل وغدا أمل. وقال زهير بن أبي سلمى (وأعلمُ ما في اليومِ والأمـسِ قَبْـلَهُ *** ولكنني عن علم ما في غـدٍ عـَمِ)
حدثني محمد بن علي بن الحسن بن شقيق عن النضر بن شميل قال قال الخليل بن أحمد الأيام ثلاثة معهود ومشهود وموعود فالمعهود أمس والمشهود اليوم والموعود غدا.
نعم إن المتقين سودتهم أعمالهم التي سمو بها عن سفاسف الأمور ، العلماء قادة : العلماء العاملون الذين يبينون للأمة سنن دينها في كل ناحية من النواحي التي تتناولها رسالة الإسلام ، بعلمهم يهتدي الضال عن الخطاء ويسير في الطريق المودية إلى رضوان الله ومجالستهم ريادة لطلاب العلم والمعرفة لينهلوا من معين المعرفة فهم كالسرج تنير الطريق وجلا الظلام ، وكما وصفه إسحاق الألبيري في قصيدته الموجهة لابنه أبو بكر قال :
(أبا بكر دعوتــــك لو أجبـــــتا ... إلى ما فيه حظــك إن عقــلتا) (إلى علـــــم تكــون بــــه إماما ... مطاعا إن نهـــيت وإن أمرتا )
(وتجلو ما بعينك من غشــــاها ... وتهديك السـبيل إذا ضـــللتا) (وتحمل منه فــــي ناديـك تاجا ... ويكسوك الجمال إذا اغتربتا)
(ينالك نفــــــعه ما دمــــت حيا ... ويـــــبقى ذخره لك إن ذهبتا) (هو الغضب المهند ليس ينبو ... تصيب به مقاتل من ضـــربتا)
(وكنز لا تخــــــاف عليه لصا ... خفيف الحمل يوجد حيث كنتا) (يزيد بكـــــثرة الإنفــاق مـنه ... وينــقص أن به كفا شــــــددتا)
(فلو قد ذقت من حلوا طعــما ... لآثرت التعلم واجتـــــــــــهدتا) (ولم يشغلك عنه هوى مطاع ... ولا دنيا بزخرفها فتــــــــــنتا)
(ولا ألهاك عنه أنيـق روض ... ولا خدر بربربه كلـــــــــــــفتا) ( فقوت الروح أرواح المعاني ... فإن أعطـــــــــــاكه الله أخذتا)
عباد الله إنما الأيام طرق الجد والساعات ركائب المجد وأيام العافية أوقات تستدرك وأحيان السلامة تنادي من جد أدرك
يا من أنفاسه محفوظة وأعماله ملحوظة أينفق العمر النفيس في نيل الهوى الخسيس
أخواني المفروح به من الدنيا هو المحزون عليه وبقدر التذكر يكون التأسف ومن فعل ما شاء لقي ما شاء .
أخواني أيام العافية غنيمة باردة وأوقات السلامة لا تشبهها فائدة فتناول ما دامت لديك المائدة فليست الساعات الذاهبات بعائدة .
كأنكم بالقيامة قد قامت وبالنفس الأمارة بالسوء قد لامت وانفتحت عيون طال ما نامت وتحيرت قلوب العصاة وهامت
( غدا توفي النفوس ما كسبـت ... ويحصد الزارعون ما زرعوا ) (إن أحسنوا أحسنــــوا لأنفسهم ... وإن أساءوا فبئس ما صـنعوا)

الدهر ثلاثة أيام أمس وقد مضى بما فيه وهو شاهد لك أو عليك . واليوم الذي أنت فيه هو حياتك ، فأغتنمه قبل الفوات وهو حياتك التي تعيشها ،وغدا في علم الغيب لا تدري تدركه أو لا ، وغد يطلق على ما بعد الموت جاء في التفسير الميسر عن آية الحشر ،
أ{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }الحشر18يها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه , خافوا الله, واحذروا عقابه بفعل ما أمركم به وترك ما نهاكم عنه, ولتتدبر كل نفس ما قدمت من الأعمال ليوم القيامة, وخافوا الله في كل ما تأتون وما تَذَرون, إن الله سبحانه خبير بما تعملون, لا يخفى عليه شيء من أعمالكم, وهو مجازيكم عليها .
قال عامر العدواني : الأيام ثلاثة : يوم مضى عليك لا ترجوه . ويوم أنت فيه لابد منه . ويوم يأتيك لا تأمنه . فأمس واعظ . واليوم غنيمة . وغدا لا تدري ما حكمه . وأمس الماضي شاهد مقبول . وأمين مؤد أودعته زادا خيرا أو شرا , وترك لك عوضا منه لتحسن صحبته واليوم الذي أنت فيه ضعيف سريع الظعن , فأحسن له الصحبة , يلقنك الحجة , ويحبوك الشهادة . وغد المقبل حاكم تنتظر قدومه , فأما حبيب لا يظلم وإما عدوا لا يرحم .
دخل أبو الدرداء الشام فقال : يأهل الشام أسمعوا : قول أخ ناصح لكم . واعملوا لآخرتكم في هذه الأيام التي تسير كأنها تطير , وتلوح كأنها الريح فما انقضت ساعة من أمسك إلا وأخذت بضعة من نفسك . والسعيد من أعتبر بأمسه واستظهر لنفسه والشقي من جمع لغيره , وبخل على نفسه بخيره .
و قال أبو الدرداء أسمعوا قول أخ ناصح فاجتمعوا إليه , فقال : مالي أراكم تبنون ما لا تسكنون ! وتجمعون ما لا تأكلون وتؤملون ما لا تدركون ! إن الذين كانوا قبلكم بنوا مشيدا , وأملوا بعيدا , وجمعوا عتيدا , فأصبح أملهم غرورا , وجمعهم ثبورا ومساكنهم قبورا .
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين

الثلاثاء، ١٦ ربيع الأول ١٤٣١ هـ

قطوف من ثمرات الأوراق / 2

الأوائل

أول ما خلق الله القلم ، أول جبل وضع في الأرض أبي قبيس ، أول مسجد وضع المسجد الحرام ، أول ولد آدم قابيل ، أول من خط وخاط إدريس ، أول من أختتن وضاف الضيف إبراهيم ، أول من أسلم من الرجال أبو بكر الصديق ، ومن الصبيان بن أبي طالب ، ومن الموالي زيد . ومن النساء خديجة ، ومن الأنصار جابر بن عبد الله بن رباب ، أول من أذن بلال ، أول من بنى مسجدا في الإسلام عمار ، أول من سل سيفا في الإسلام الزبير ، أول من جمع القرآن أبو بكر ، أول الآيات طلوع الشمس من مغربها .



القلب

يزداد قلب المؤمن من سماع الآيات إيمانا ، ومن التفكر يقينا ، ومن الاعتبار هداية . قلب المؤمن يصوم عن الكبر فلا يسكن الكبر قلب المؤمن . فإذا سكن الكبر في القلب أصبح هذا القلب مريضا سفيها ، وقلب المؤمن يصوم عن العجب ، والعجب تصور الإنسان كمال نفسه ، وأنه أفضل من غيره ، وأن عنده من المحاسن ما ليس عند الآخرين ، وهذا هو الهلاك بعينه . ودواء هذا العجب النظر إلى عيب النفس ، وكثرة التقصير وآلاف السيئات والخطايا التي فعلها العبد ، وأقترفها ثم نسيها ، وعلمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى . وقلب المؤمن يصوم عن الحسد ، لأن الحسد يحبط الأعمال الصالحة ويطفئ نور القلب ، ويعطل سيره إلى الله عز وجل ..


يا بني

يا بني إياك والجزع على ما فات ، والطمع فيما لا يرجى ، فما أشتد خطب إلا وأعقبه فرج ، ولا أنسد باب إلا وسوف ينفرج ، فإن الله عز وجل قد جعل مع العسر يسرا ، وجعل في الصبر خير الدارين ، ومازال مع الصبر الظفر والأنس ، ومع الجزع الكدر واليأس ، فاختر لنفسك ما يدنيك إلى الله ويقربك ، واطرح عنها ما يحزنك ويكربك ..



الصمت خير من بعض الكلام

إذا كنت عن تحسن الصمت عاجزا *** فأنت عن الإبلاغ في القول أعجز
يخوض أناس في المقال ليوجزوا *** وللصمت عن بعض المقالات أوجز


الكذب

كتب أعرابي لابنه وسمعه يكذب : يا بني عجبت من الكذاب المشيد بكذبه وإنما يدل على عيبه ويتعرض للعقاب من ربه فالآثام له عادة والأخبار عنه متضادة . إن قال حقا لم يصدق . وإن أراد خيرا لم يوفق . فهو الجاني على نفسه بفعاله . والدال على فضيحته بمقاله . فما صح من صدقه نسب إلى غيره وما صح من كذب غيره نسب إليه فهو كما قال الشاعر
حسب الكذوب من المهانة *** بغـض ما يحـكى عليه
فـإذا سمعــت بكـذبـــــــة *** من غيره نسبت إليه



أكره منك مثل ما تكره مني

مر رجل أشمط بامرأة بارعة بالحسن والجمال فقال لها : إن كان لك زوج فبارك الله فيه وإلا فأعلمينا . فقالت كأنك تخطبني . قال نعم . قالت : إن في عيبا . قال وما هو ؟ قالت : شيب في رأسي . فثنى عنان دابته وأدار عنقه مبتعدا . فقالت : على رسلك فلا والله ما بلغت عشرين سنة ولا رأيت في رأسي شعرة بيضاء ولكنني أحببت أن أعلمك أني أكره منك ما تكره مني ..!


اليمامة والصياد

زعموا أن يمامة كانت آمنة مطمئنة في عشها بأ على شجرة مورقة جميلة ، فجاء في مكانها صياد ، وجعل يبحث عن طير يصيده ، فلم يجد شيئا . ولما همًٍٍ بالرجوع ، برزت اليمامة من عشها ، وترنمت بجميل صوتها . فتوجه إليها الصياد وصادها ، فلما وقعت في يده قالت لنفسها ( سلامتي كانت في صمتي ولو ملكت منطقي لملكت نفسي ) وقيل :
يموت الفتى من عثرة من لسانه ***** وليس يموت المرء من عثرة الرجل


الحسن البصري وعمر بن عبد العزيز

كتب الحسن البصري إلى عمر بن عبد العزيز رحمهما الله تعالى : إن الدنيا حلم والآخرة يقظة والموت متوسط ، ونحن في أضغاث أحلام . من حاسب نفسه ربح ، ومن غفل عنها خسر ، ومن نظر إلى العواقب نجا ، ومن أطاع هواه ضل ، ومن حلم غنم ، ومن خاف سلم ، ومن أعتبر أبصر ، ومن أبصر فهم ، ومن فهم علم ، ومن علم عمل . فإذا زللت فارجع ، وإذا ندمت فاقلع ، وإذا جهلت فاسأل ، وإذا غضبت فامسك ..!


الكنز الذي أخرجه الخضر

قال الحسن البصري رحمه الله : إن الكنز الذي كان تحت الجدار في قصة الخضر عليه السلام عبارة عن لوح من ذهب مكتوب فيه ( بسم الله الرحمن الرحيم عجبت لمن آمن بالقدر كيف يحزن ، وعجبت لمن يؤمن بالموت كيف يفرح ، وعجبت لمن يعرف الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها . ( لا إله إلا الله محمد رسول الله )



الأذن

الأذن مسئولة أمام الله عز وجل عما استمعت إليه ، والصالحون هم الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنة ، ويا لندامة من صرف سمعه عن الهدى ، وأغلق أذنه عن صوت الحق .
والأذن تصوم عن سماع الخنا والغنا وعن الفحش والبذاء . وللأبرار صيام عظيم عن سماع ما يغضب الله عز وجل في رمضان وغيره .
من الناس من ملأ أذنيه من النغمة المحرمة والكلمة الآثمة , والمجون الأثيم , حجب عن أذنيه سماع القرآن ,ذلك السماع الشرعي السني النبوي العظيم .
إن من واجب المسلم أن يحمد الله على نعمة السمع وأن يصرفها في مرضات ربه تبارك وتعالى فيزداد من سماع القرآن الكريم ودروس العلم والمحاضرات النافعة والحكم البالغة .
وينقذ أذنه من سماع الإثم والإصغاء إلى الفحش وكل ما يصد عن سبيل الله .



من ساعة إلى ساعة فرج

حبس ملك الفرس أحد الحكماء ، وأمر ألا يزيد طعامه اليومي على قرصين من شعير وقليل من الملح ، فأقام الحكيم على هذه الحالة أياما دون أن يتكلم ، فأمر الملك أصحابه أن يدخلوا على الحكيم ويسألوه عن ذلك ، فقالوا أيها الحكيم نراك في ضيق وشدة دون أن يؤثرا على صحتك فما السبب ؟ فقال إنني علمت دواء من ستة أخلاط آخذ منه كل يوم شيئا وهو الذي حفظ توازن صحتي على ما ترون ( والحمد لله ) فقالوا : صفه لنا ؟ فقال : الخلط الأول الثقة بالله عز وجل . والثاني علمي فقال علمي أن كل مقدور كائن ، والثالث أن الصبر خير ما يستعمله الممتحن ، والرابع أن أصبر ، والخامس قد يمكن أن أكون في شر مما أنا فيه ، والسادس من ساعة إلى ساعة فرج فبلغ ذلك الملك فعفا عنه ..!


أربع ساعات لا تغفل عنها

قال وهب بن منبه في حكمة آل داوود : حق على العاقل أن لا يغفل عن أربع ساعات :
ساعة يناجي فيها ربه ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يقضي فيها إلى إخوانه الذين يخبرونه عن عيوبه ويصدقون عن نفسه ، وساعة يخلي بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ولا يحرم ..!


الكرم

الكرم : بذل المال بغير إسراف . والتصرف الحسن بغير إتلاف . وهو أشرف وصف يتزين به الإنسان ، وأجمل أثر يكسب صاحبه الثناء مدى الأزمان ، وقد حث على التحلي به أولو النفوس العالية ، وحضت على التخلق به ذوو الأخلاق المرضية ، فقد قيل : ذللوا أخلاقكم للمطالب ، وعودوها المحامد ، وعلموها المكارم ، وتحلوا بالجود ، يلبسكم ثوب المحبة . فمن جاد ساد ومن ساد شاد وخير المال ما أفاد حمدا ، ونفي ذما وصان عرضا وأدى فرضا.
ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله ### على قومه يستغن عنه ويذمم



حفظ اللســان

اجتمع قس بن ساعده وأكثم بن صيفي فقال أحدهما لصاحبه : كم وجدت في ابن آدم من العيوب ؟
قال : هي أكثر من أن تحصى ، وقد وجدت خصلة إذا استعملتها الإنسان سترت عيوبه . قال وما هي : ؟ قال حفظ اللسان


أدوات التجميل

سئلت عجوزا يفيض وجهها بشرا وجمالا : أي مواد التجميل تستعملين ؟
فقالت : استخدم لشفتي الحق ، ولصوتي الذكر ، ولعيني غض البصر ، وليدي الإحسان ، ولقوامي الاستقامة ، ولقلبي حب الله ، ولعقلي الحكمة ، ولنفسي الطاعة ، ولهواي الإيمان .


الدهر يومان

خذ من الدنيا ما أتاك ، وتول عما تولى عنك ، فإن لم تفعل فأجمل في الطلب ، واعلم أن الدهر يومان يوم لك ويوم عليك فإذا كان لك فلا تبطر ، وإذا كان عليك فاصبر



الدعوات المستجابة

الدعوات المستجابة ثلاث : دعوة المظلوم ، ودعوة المسافر ، ودعوة الوالد على ولده .


يأكل وهو نائم

اشترى غندر يوما سمكا ، وقال لأهله : أصلحوه ونام ، فأكل عياله السمك ، ولطخوا يده به . فلما أنتبه قال : قدموا إلي السمك . قالوا قد أكلته . قال : لا . قالوا : شم يدك ففعل فقال : صدقتم ، ولكن ما شبعت .


فضل المال

قال الجاحظ : اعلم أن تثمير المال آلة للمكارم ، وعون على الدين ، وتأليف للإخوان ، وأن من فقد المال قلت الرغبة إليه والرهبة منه ، ومن لم يكن بموضع رغبة ولا رهبة استهان الناس به ، فاجتهد جهدك كله في أن تكون القلوب معلقة منك برغبة أو رهبة في دين أو دنيا .
وقال حكيم لابنه : يا بني ، عليك بطلب المال ، فلو لم يكن فيه إلا أنه عز في قلبك ، وذل في قلب عدوك ، لكفى.
وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنه : الدنيا العافية ، والشباب الصحة والمروءة الصبر ، والكرم التقوى ، والحسب المال
وكان سعد بن عبادة يقول : اللهم ارزقني جدا ومجدا فإنه لا مجد إلا بفعال ولا فعال إلا بمال .
وقالت الحكماء : لا خير فيمن لا يجمع المال يصون به عرضه ، ويحمي به مروءته ، ويصل به رحمه .
وقال عبد الرحمن بن عوف : يا حبذا المال أصون به عرضي ، وأتقرب به إلى ربي
.

مسميات أطعمة الولائم

شرع الإسلام أنواعا من الأطعمة والولائم في أوقات مخصوصة وتسمى أيام المناسبات وهي :
1 _ القرى __ طعام الضيفان 2_ التحفة __ طعام الزائر 3 _ الخرس __ طعام الولادة 4 __ المأدبة __ طعام الدعوة
5 __ الوليمة __ طعام العرس 6 __ العقيقة __ طعام المولود في يومه السابع 7 __ الغديرة __ طعام الختان
8 __ الوضيمة __طعام المأتم 9 __ النقيعة __ طعام القادم من سفر 10 __ الوكيرة __ طعام الفراغ من البناء . والله أعلم

قطوف من ثمرات الأوراق / 1

تلاوة القــرآن

كان السلف الصالح رضي الله عنهم يكثرون من تلاوة القرآن في رمضان في الصلاة وغيرها كان الزهري رحمه الله إذا دخل رمضان يقول إنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام . وكان مالك رحمه الله إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث ومجالس العلم وأقبل على قراءة القرآن من المصحف . وكان قتادة رحمه الله يختم القرآن في كل سبع ليال دائما وفي رمضان في كل ثلاث وفي العشر الأخير منه في كل ليلة . وكان إبراهيم النخعي رحمه الله يختم القرآن في رمضان في كل ثلاث ليال وفي العشر الأواخر في كل ليلتين . وكان الأسود رحمه الله يقرأ القرآن كله في ليلتين في جميع الشهر .
فاقتدوا رحمكم بهؤلاء الأخيار وأتبعوا طريقهم تلحقوا بالبررة الأطهار واغتنموا ساعات الليل والنهار بما يقربكم من العزيز الغفار فإن الأعمار تطوى سريعا والأوقات تمضي جميعا وكأنها ساعة من نهار .


العدل أولا محمد

كتب أحد الولاة إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز يطلب منه مالا يعينه على بناء سور حول عاصمة الولاية ،
فأجابه عمر : ( وماذا تنفع الأسوار ؟ حصنها بالعدل ، ونق طريقها من الظلم ) وذلك تحصينها ..!


قرين السوء

يأبني إياك وقرين السوء فإنما صلاح أخلاق المرء بمقارنة الكريم وفسادها بمحادثة اللئام وإنما يعرف المرء بقرينه
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه **** فكل قرين بالمقارن يقتدي


أشتكي ذنوبي

دخل عثمان على ابن مسعود رضي الله عنهما في مرضه فقال : ما تشتكي ؟ قال ذنوبي . قال : ما تشتهي ؟ قال : رحمة ربي . قال : ألا ندعو لك طبيبا ؟ قال : الطبيب أمرضني . قال : ألا نأمر لك بشيء ؟ قال : فما منعتني قبل اليوم فلا حاجة لي فيه اليوم . قال : ندعه لعيالك ، قال : إني علمتهم شيئا إذا راعوه لم يفتقروا . سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من قرأ في كل يوم وليلة سورة الواقعة لم يفتقر أبداً .

اللسان

كم من صائم أفسد صومه يوم فسد لسانه وساء منطقه واختل لفظه ؟ أليس المقصود من الصيام الجوع والظمأ . بل التهذيب والتأديب .
في اللسان أكثر من عشرة أخطاء إذا لم يتحكم فيه . من عيوبه والكذب ، والغيبة ، والنميمة ، والبذاء ، والسب ، والفحش ، والزور ، واللعن ، والسخر والاستهزاء ، وغيرها .
رب كلمة هوى بها صاحبها في النار على وجهه أطلاقا بلا عنان وسرحها بلا زمام ، وأرسلها بلا خطام .
اللسان طريق للخير ، وسبيل للشر ، فيا لقرة عين من ذكر الله به واستغفر وحمد وسبح وشكر وتاب . ويا لخيبة من هتك به الأغراض وجرح بها الخرامات وثلم به القيم يا أيها الصائمون رطبوا ألسنتكم بالذكر ، وهذبوها بالتقوى ، وطهرها من المعاصي .
اللهم إنا نسألك السنة صادقة ، وقلوبا سليمة ، وأخلاقا مستقيمة .


صيام العين

صيام العين غضها عن الفحشاء وإغلاقها عن المناهي . العين منفذ للقلب وباب للروح . من لم يحبس نظره أصيب بأربع مصائب :
أولها : تشتت القلب في كل واد ، وتمزقه في كل أرض ، فلا يقر له قرار ، ولا يهدأ له بال ، ولا يجتمع له شمل .
ثانيها : إتعاب النفس بفقد ما نظرت وعدم تحصيله .
ثالثها : ذهاب العبادة وحلاوة الطاعة بإطلاق النظر ، فقل على نور الإيمان السلام ، إذا تأدبت العين ، وصامت عن الحرام ، ولا يجد ذوق الإيمان ، ووجد اليقين إلا من غض بصره ، وأطبق أجفان عينيه .
رابعها : ذنب عظيم وإثم كبير جزاءً وفاقاً لما فعلت العين بالأعراض ولما هتكت من المحارم ، وما وقع ساقط في الفاحشة إلا بعد إطلاق النظر ، وضياع البصر ، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .


عمر بن الخطاب والمرأة

خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ويده على المعلى ابن الجارود العبدي فلقيته امرأة من قريش ، فقالت له : يا عمر ! فقف لها فقالت : كنا نعرفك مدة عُميراً ، ثم صرت من بعد عُمير، ثم صرت من بعد عُمير أمير المؤمنين فاتق الله يا بن الخطاب وانظر في أمور الناس ، من خاف الوعيد قرب عليه البعيد ، ومن خاف الموت خشي الفوت . فقال المعلى إيها يا أمة الله ، فقد أبكيت أمير المؤمنين . فقال له عمر : اسكت ، أتدري من هذه ويحك ؟ هذه خولة بنت حكيم التي سمع الله قولها من سمائه ، فعمر أحرى أن يسمع قولها ويقتدي به .


المروءة

المروءة : صفة جامعة لصفات الكمال , حاوية لمحاسن الخصال , وسجية جبلت على التخلق بها ذوو النفوس الزكية , وشيمة طبعت على حبها أولو الهمم العلية . وأعظم فضائلها منفعة تعود على بني الإنسان مثل مواساة الإخوان وإغاثة الملهوف , وإعانة الضعيف وحفظ العهد , والوفاء بالوعد , والتعفف عن الحرام , والتخلق بأخلاق الكرام , ومودة القربى , وصلة الأرحام , وقضاء حوائج الناس , والإنصاف في الحكم والكف عن الظلم .



عامل الكوفة وعمر بن الخطاب

شكا أهل الكوفة سعد بن أبي وقاص إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. فرده مع محمد بن مسلمة الأنصاري وأمره أن يطوف في مساجدهم يسألهم عن سيرته ، فجعلوا يقولون خيراً حتى أتى مسجد بني عبس فقام أسامة بن زيد العبسي فقال : كنت والله لا تعدل في القضية ولا تقسم بالسوية ، فقال : اللهم إن كان كاذباً فاطل عمره وأدم فقره ولا تنجه من معاريض الفتن .
فرؤي شيخا كبيرا يمشي على محجن فيقول : شيخ أعمى أدركته دعوة العبد الصالح .

نصيحة زاهد

إذا استغنى الناس بالدنيا ، فاستغن أنت بالله ، وإذا فرحوا بالدنيا ، فافرح أنت بالله ، وإذا أنسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله ، وإذا تعرفوا إلى كبريائهم لينالوا بهم العزة والكرامة ، فتعرف أنت إلى الله ، وتودد بذلك غاية العزة والرفعة .

كان عليك أن تسهري

دخلت امرأة عجوز على السلطان سليمان القانوني تشكو إليه جنوده الذين سرقوا لها ماشيتها بينما كانت نائمة .
فقال لها السلطان كان عليك أن تسهري على مواشيك لا تنامي . فأجابت العجوز : ظننتك ساهرا علينا يا مولاي فنمت مطمئنة البال .

فوائد الرمان

الرمان _ الحلو منه _ حار ، رطب ، جيد للمعدة ، مقو لها بما فيه من قبض لطيف نافع للحلق والصدر والرئة ، جيد للسعال ، ماؤه ملين للبطن غذاء يسيرا ، ولا يصلح للمحمومين .


فوائد الثوم

أثبتت التجارب العلمية أن للثوم من الفوائد الصحية والمنافع العلاجية ما لا يجتمع لنبات أو عقار واحد ، فهو يفيد في تخفيض ضغط الدم المرتفع وخفض نسبة الكولسترول في الدم ، وخفض نسبة السكري ورفع مقدار الأنسولين فيه ، كما أن للثوم أثرا مضادا للسرطان! ومن نافلة القول أن الثوم والإمساك لا يجتمعان .


اختبار حاستي الشم والبصر

رفع إلى بعض القضاة رجل ضرب رجلا على هامته فادعى المضروب أنه أزال بصره وشمه فقال : يمتحن بأن يرفع عينيه إلى قرص الشمس إن كان صحيحا لم تثبت عيناه لها وينحدر منها الدمع . وأن تحرق خرقة وتقدم إلى أنفه فإن كان صحيح الشم بلغت الرائحة خيشومه ودمعت عيناه .