الثلاثاء، ٣٠ شوال ١٤٣٥ هـ

الوفاء من مكارم الأخلق..!!


الوفاء من مكارم الأخلق..!!

لقد دعا  الإسلام  إلى مكارم الأخلاق ، وحث عليها وأمرنا بالالتزام بها والسير على نهجها فقد وصف الله نبيها لكريم بأنه صاحب خلق عظيم، فكان صلى الله عليه وسلم كما وصفته عائشة قرآناً يمشي على الأرض ، ومن أشرف الأخلاق الوفاء ، والوفاء لهم واضيعه الكثيرة ومجالاتها لمتعددة منها:


1-   الوفاء مع الله


الله هو الذي خلقك بيديه ونفخ فيك من روحه ، وأسجد لك ملائكته فأنت فرع من أبيك آدم وفضلك على سائر المخلوقات  "ولقد كرمن ابني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا" (1).


2- الوفاء مع عباد الله


إن ربك يناديك قائلاً : "اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون " (4)،و مما  يدل  على فضل الله علي هذ لك الحوار الشيق الذي داربين العالم أبي حازم الأعرج وبين الخليفة هارون  الرشيد يوم دخل العالم على الخليفة ،فقال  الخليفة للعالم: عظني يا أبا حازم ،فقال لله: كفاك والقرآن موعظة، وعند إذ طلب الخليفة من حاجبه أن يحضر له شربة ماء، فرأى العالم من ذلك فرصة لوعظ الخليفة وتذكيره بفضل الله عليه فقال : يا أمير المؤمنين لو حبست عنك شربة الماء أتفديها بملكك أملا؟ قال: نعم، فقال له العالم: لا خير في ملك يباع بشربة.


فا لوفاء مع الرحم


" أنا الله وأنا الرحمن ،خلقت الرحم، وشققت لها اسماً من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته " (9)،وأخص الرحم الوالدين والأقربين.


فيا أخي مطلوب منك الوفاء مع الله بالعبادة وبالالتزام بالعهود والمواثيق "وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا" (5)،" وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم" (6)،لذلك ذم ذلك الرجل الذي عاهد الله وأخلف وعده، ولم يفئ بشيء مما عاهد عليه فقال: "ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لصندقن و لنكونن من الصالحين، فلما أتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون، فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه، وبما كانوا يكذبون، ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب" (7).


والإنسان المؤمن يكون وفياً مع عباد الله يحب لهم الخير، ويكره لهم الشر، يساعد الضعيف ويعين البائس، ويقف مع الحقو الصواب، والإنسان لا يقطع اليد المحسنة بل يرد إليها الإحسان ويحترمها، حتى لو أن إنساناً أساء معك فعليك أن تحسن إليه لقوله صلى الله عليه وسلم : " ليس الإحسان أنت حسن إلى من أحسن إليك ولكن الإحسان أن تحسن إلى من أساء إليك"(8).


والله يا أخي أكرمك بالسمع والبصر والفؤاد وبين لك طريق الخير والشر  "ألم نجعل له عينين ولساناً وشفتين، وهديناه النجدين" (2)،وقد خلقك الله لطاعته وعبادته والسير على هداه "وما خلقت الجن والإنس إلاّ ليعبدون، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين" (3)،أنت في الدنيا من فعل معك عملاً طيباً ترده عليه، ومن وقف معك في مناسبة فأنت تنتظر حدوث مناسبة عنده كي ترد إليه الجميل وتقف معه وقفة خير كما وقف معك، فكيف يا أخي بمن أنعم عليك بنعم لاتعد ولا تحصى، أنعم عليك بالإسلام أولاً، ثم بالعقل والعافية وبالأولاد والأموال لماذا لا تشكره ؟لماذا تقصر في واجباته ؟ لماذا لا تؤدي أركانه؟


الوفاء مع الزوجة :


  لقوله صلى الله عليه وسلم  : "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"(10)، وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يبش في وجوه صديقات زوجته خديجة بعد وفاتها ويحترم هن و يعطف عليهن.


الوفاء مع الأولاد:


وذلك بتعليمهم ورعايتهم وتوجيههم إلى الطريق المستقيم لأنهم سيمسكون بتلابيبك يوم القيامة يسألونك حقوقهم " مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع " (11). وقوله صلى الله عليه وسلم: " أدبوا أولادكم على ثلاث خصال ؛حب نبيكم ،وحب آل بيته، وتلاوة القرآن ، فإن حملة القرآن في ظل عرش الله يوم لأظل إلا اّظله مع أنبيائه وأصفيائه" (12). والإنسان عليه ألا يندم على الطيبات إذا ما قوبلت بغير ما تستحق لأن اليد المحسنة لا تنتظر الجزاء إلاّ من الله وحده ورحم الله القائل:


من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس


3- الوفاء مع الماضي


على الإنسان أن يكون وفياً مع ماضيه، ومع من صحبوهم في الزمن الماضي لأن الماضي جزء من حياة الإنسان ورحم الله القائل:


إن الكرام إذا ما أيسروا ذكروا من كان يألفهم في الموطن الخشن


فالإنسان الكريم الوفي إذا ما تيسرت أحواله، وعلت مراتبه لا يتنكر لأولئك الذين شاركوه أيام البؤس والحرمان بل يحترمهم ويجلهم لأن ذلك من الوفاء، وأن حسن العهد من الوفاء، وأن حسن العهد من الإيمان، وصغار الأنفس هم الذين يضيقون بأصدقاء الأمس ويترفعون عنهم، أما الإنسان المسلم الكبير في همته فإنه يحترم الجميع ولا يتكبر على أحد، "وتلك الأيام نداولها بين الناس" (13)، "قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير" (14).


نسأل الله أن نكون من الأوفياء الأتقياء الملتزمين بشرع الله

أسفل النموذج


الأحد، ٢٨ شوال ١٤٣٥ هـ

الشيخ الدكتور/ احمد بن سعد حمدان الغامدي



أناس عرفتهم .

ودعت مكة المكرمة أمس أستاذ الدراسات العليا بقسم العقيدة بجامعة أم القرى البروفيسور أحمد بن سعد بن حمدان الحمدان الغامدي الذي وافته المنية إثر معاناة مع المرض، حيث ووري جثمانه بمقبرة العدل بعد الصلاة عليه في المسجد الحرام.

وشارك في التشييع جمع من الأكاديميين من جامعة أم القرى وعدد من طلبة العلم، حيث كان الفقيد واحدا من أبرز أساتذة العقيدة والمذاهب المعاصرة.

وعبر عدد من الأكاديميين عن حزنهم لفقد علم من الأعلام المعروفة بالعلم والحكمة، حيث اعتبر الشيخ عبدالعزيز بن حنش رئيس كتابة عدل مكة المكرمة سابقا رحيل الفقيد بفقد علم بارز من أعلام الشريعة الإسلامية الذين أمضوا حياتهم في خدمة الدين والعلم. فيما قال الشيخ الدكتور أنس بن مسفر القحطاني أنهم جمعتهم بالراحل أخوة الدين ورحم العلم ووحدة المنهج التي هي أوثق العرى ورابطة ميثاق أقرب للروح من كل رابطة، كما عرف الفقيد بسعة الصدر للمخالف ورجاحة العقل وحسن التصرف ومحض النصيحة للأمة وفتح قلبه وبيته وديوانيته للجميع

وتتلمذ الفقيد منذ نعومة أظفاره على عدة مشايخ أبرزهم عبدالهادي لطفي وسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز أثناء رئاسته للجامعة الإسلامية في دروس عامة في المسجد وفضيلة الشيخ عبدالمحسن العباد رئيس الجامعة الإسلامية في الفقه والحديث، والشيخ أبو بكر الجزائري في التفسير في الجامعة والمسجد النبوي الشريف والشيخ حماد الأنصاري في العقيدة والشيخ عبداللطيف آل الشيخ (رحمه الله) في الفقه وغيرهم من كبار شيوخ العلم.

وخلف الراحل قرابة 22 مؤلفا في مختلف المجالات الفقهية والفكرية والحوارية وكان مرجعا مهما في أغلب الخلافات الفقهية وكان نشطا في تقديم دروس علمية أسبوعية بمكة وجدة إلى جانب ملتقى أسبوعي مفتوح كل يوم أحد بمنزله للعلماء والدعاة (ملتقى مكة الثقافي) وكذلك المشاركة في تحكيم أبحاث علمية للترقيات والمجلات العلمية المحكمة وإلقاء محاضرات وندوات علمية.

وقد عمل الفقيد بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة كعميد شؤون الطلاب قبل أن ينقل عمله إلى جامعة أم القرى بمكة المكرمة.

أحسن الله عزائنا جميعا وعزاء الأمة الإسلامية بفقيدها وعلامتها

الشيخ الدكتور/

احمد بن سعد حمدان الغامدي __ توفي رحمه الله يوم الأربعاء 1/5/1434هـ

... رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته وجبر قلوب أهلة وذويه ومحبيه

وألهمهم الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون

الشيخ الدكتور أحمد بن سعد الحمدان الغامدي

أستاذ العقيدة بقسم الدراسات العليا بجامعة أم القرى

- من مواليد بلدة ( الظفير) بمنطقة الباحة.

- تلقى تعليمه الابتدائي ببلدة الظفير بمنطقة الباحة.

- أكمل تعليمه المتوسط بمعهد المعلمين بالظفير بمنطقة الباحة.

- أتم دراسته الثانوية انتسابا لثانوية دار التوحيد بمدينة الطائف.

- حصل على البكالوريوس في الشريعة من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة .

- نال درجتي الماجستير والدكتوراه في العقيدة من جامعة أم القرى بمكة المكرمة.

- عمل عضواً بهيئة التدريس بقسم العقيدة بالجامعة الإسلامية خلال الفترة 1402-1404 هـ.

- عمل عميداً لشئون الطلاب بالجامعة الإسلامية خلال الفترة 1404-1410 هـ.

- عمل أستاذاً مشاركاً بقسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية خلال الفترة 1410-1414 هـ.

- انتقل للعمل أستاذاً بقسم الدراسات العليا بجامعة أم القرى خلال الفترة 1415-1425 هـ .

- عمل عضواً بالمجلس العلمي بالجامعة الإسلامية.

- عمل عضواً بمجلس الجامعة الإسلامية.

- أشرف على العشرات من الرسائل والبحوث العلمية برحلتي الماجستير والدكتوراه وناقش عشرات أخرى.

- أشرف على دورتين أقيمتا لتعليم اللغة العربية ببريطانيا وبنجلادش.

- شارك في عدد من الرحلات الدعوية و العلمية في عدة دول غربية.

- شارك في الكثير من المؤتمرات والندوات الجامعية.

- أشرف على العشرات من الرسائل والبحوث العلمية برحلتي الماجستير والدكتوراه وناقش عشرات أخرى في عدة جامعات.

- تلقى العلم على أيدي عدد من العلماء والمشايخ منهم:

1- الأستاذ عبد الهادي لطفي الصباغ متخصص في اللغة العربية والقراءات والتفسير في بداية الطلب.

2-سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله أثناء رئاسته للجامعة الإسلامية في دروس عامة في المسجد.

3-فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله رئيس الجامعة الإسلامية في الفقه والحديث.

4-الشيخ أبو بكر الجزائري حفظه الله في التفسير في الجامعة والمسجد النبوي الشريف.

5-الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله في العقيدة.

6-الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله في الفقه.

7- الشيخ محمد المختار الشنقيطي رحمه الله في التفسير.

8- الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في التفسير في دروس بالمسجد النبوي الشريف.

9-الشيخ عبد القادر شيبة الحمد حفظه الله في المذاهب ودروس الفقه بالمسجد النبوي الشريف.

10-الشيخ عطية محمد سالم رحمه الله في الفقه بالمسجد النبوي الشريف.

11-الشيخ المنتصر الكتاني رحمه الله في الحديث بالمسجد النبوي الشريف.

12-الشيخ محمد أمين المصري رحمه الله في الحديث.

13-الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في الأديان.

14-الأستاذ الدكتور عبد العظيم الشناوي ثاني شخصية في العالم الإسلامي في اللغة العربية آنذاك رحمه الله.

من آثاره العلمية والبحثية :

1-عقيد ختم النبوة بالنبوة المحمدية ( رسالة ماجستير )

2-تحقيق كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لأبي القاسم اللالكائي نصفه تقريباً ( رسالة دكتوراه ) والباقي بعد ذلك (8:ج)

3-تحقيق كتاب الكرامات لأبي القاسم اللالكائي .

4-فطرية المعرفة وموقف المتكلمين منها.

5-المجتمع الإسلامي من خلال سورة الفاتحة.

6-الوحدة الإسلامية: أسسها ووسائل تحقيقها.

7-الترف المادي والفكري وأثره على المجتمع البشري.

8-نقد كتاب الأعلام في صدر الإسلام .

9- رسالة في تحقيق حديث بئر بضاعة .

10-آيات الصفات .

11-الإسلام الدين الحق .

12- الإيمان العملي .

13- توحيد العبادة .

14- منهج تقرير العقيدة وحوار المخالفين.

15- حكم أقوال الصحابة في الاعتقاد.

16- الأمن العقدي.

17- حوار مع شيعي اثني عشري . مشاهدة المزيد أعجبني ·  · المشاركة

الثلاثاء، ١٨ رمضان ١٤٣٥ هـ

زراعة الدخان حلال لأقوام وحرام على آخرين ..؟؟




زراعة الدخان حلال لأقوام وحرام على آخرين
طالعتنا صحيفتنا الفتية (كنانة) بخبر إتلاف هيئة الأمر بالمعروف في محافظة الليث مزرعتين  من مزارع الدخان الأخضر

أنا أكره الدخان واستيراده وزراعته وتعاطيه ولكن السؤال الذي يطرح نفسه !

ما لفرق بين زراعة الدخان  وبين استيراده جاهزا ؟؟

أو إن هؤلاء المزارعين غلابا يريدون تامين لقمة العيش لأهاليهم ومن يعولن  بأي طريقة .

وأولئك المستوردون هم تجار كبار كابن زقر وغيره هؤلاء لهم الحماية والدعم وليس أدل على ذلك من إقرار زيادة قيمة السجاير إلى 100% لمصلحة من هذه أليست لمصلحة أصحاب الكروش المنتفخة .

وهل يا ترى قامت المحافظة بالرفع عن معانات هؤلاء الغلابا للمسئولين لتعويضهم عن جهدهم الضائع

الذي قامت به اللجنة من احرق وإتلاف 79 كيسا حق ويشكرون عليه لكن كان يتوجب عليهم لفت نظر المسئولين إلى تقديم شيء من المعونة وأخذ التعهد على أولئك المزارعين بعدم تكرار ذلك .

أما إن يتلف محصول هؤلاء ويستقبل المستورد في الميناء بالترحاب والقبول فهذا الذي فيه نظر الواجب علينا كأمة مسلمة منع الدخان زراعة واستيرادا واستعمالاً ومن المعلوم إن الذين يزرعون هذه الشجرة الخبيثة في الخارج هم ألد أعدائنا نحن نشتري منهم السموم وقيمته يصنع بها سلاح يتم توجيهه لعدوهم اللدود  ( الإسلام ) ونحن بعد ذلك نشتري بما تبقى معنا من نقود عقاقير مصدرة لنا من أولئك وهم مثل المنشار يأكل في كل اتجاه .

علما إن هؤلاء المزارعين مواطنين أبا عن جد وألئك المستوردين  (مستوردون) نائب فاعل ولهم حصانة وحماية ولربما كان لهم شراكة مع من لهم حصانة فهم يعملون ما يشاءون دون خوف المسألة أو المحاسبة في الحياة الدنيا  والله من وراء القصد

وصلينا الأستسقاء ..


الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الرحمة  _ وبعد _
أسأل الله العظيم للجميع الهداية وإتباع الحق
أحبتي الذي أحب أن أنبه إليه أننا نعرف ونقرأ النصوص القرآنية والنبوية إلا أننا نجعلها دبر آذاننا وكأننا لسنا معنيون بذلك فمثلا .
 -
1 - لعن رسول الله مغير منار الأرض ونحن نعمل بعكس ذلك بقوله  . عن أبي الطفيل قال : ' قلنا لعلي : أخبرنا بشيء أسره إليك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . فقال : ما أسر إلي شيئاً كتمه الناس ، ولكني سمعته يقول : لعن الله من ذبح لغير الله ، ( ولعن من آوى محدثاً ) ولعن الله من لعن والديه ، ولعن الله من غير منار الأرض ' .
 -2 - الهمز واللمز {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ } بل إننا نتلذذ بنبز الألقاب وكأن كل حرام على الآخرين حلال لنا ولا نلتفت أو نفكر في العواقب  .
 -
3 - الكبر والبطر والأشر وقد ورد في ذلك قوله تعالى { تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }القصص83   قال صلى الله عليه وسلم : ' لا يدخل الجنة [ من كان في قلبه ] مثقال ذرة من كبر ، قال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة . قال : إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر : بطر الحق وغمط الناس وبطر الحق إي عدم قبوله وغمط الناس أي احتقارهم واستصغارهم وهذا حاصل ومشاهد ' .
أحبتي تصور لحظة الوقوف بين يدي الله وحين ويوافى العبد بصحائف حسناته وسيئاته
لماذا نتجاهل كل ذلك ونحن مقدمون عليها لا يشك في ذلك إلا جاهل  -
روى الإمام مسلم رحمه الله تعالى عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: [ كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك، فقال: أتدرون مما أضحك؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: من مخاطبة العبد ربه، يقول: يا رب ألم تجرني من الظلم، فيقول تبارك وتعالى: بلى، فيقول العبد: إني لا أجد اليوم شاهداً إلا مني، فيقول تبارك وتعالى: كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً، والكرام الكاتبين شهوداً، فيختم على فيه ويقال لأركانه انطقي، فتنطق بأعماله، ثم يخلى بينه وبين الكلام، فيقول: بعداًَ لكن وسحقاً، عنعكن كنت أناضل ].
 - 4أسألكم بالله وبحق الإسلام إن كان في قلوبكم ذرة من إيمان أن يرجع كل منا إلى
نفسه ويفكر كم سيعيش مهما عشت يا عبد الله فأنت ميت لا محالة وتيقن إنك محاسب
ومسئول عن كل تصرفاتك فاجعلها موافقة لتعاليم رب العالمين حتى تنجو من أهول
ذلك اليوم ( يوم يفر المرء من أخيه ، وأمه وأبيه ، وصاحبته وبنيه ) وهذه حقيقة واقعة
لا يدعى أحد منا الكمال فذلك للواحد القهار وتذكروا قول الإمام على ( الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا) ,

 -
5 - الدنيا دنيئة ولو كانت تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافر شربة ماء .
ذكر أحد المعلقين في تعليقه يقول (هناك المحاكم اللتي لم توضع إلا لإصلاح الخلافات وإنصاف الناس وأنتم ليس تدعون وتدعون الم تذهبو للمحاكم لكي تخرجكم من هذا الظلم والجور ).
وهنا أقول له نحن  رفعنا شكوانا للمحكمة العليا حيث إن قاضيها لم يأكل ولم يشرب مع أحدا من المتقاضين وحكمه لا يقبل تمييز ولا تصديق من أي جهة أخرى  ونحن مؤمنون بعدالته ونزاهته وسواء قبل أحد الطرفين أو لم يقبل فلن يكن إلا ما يقضي به
6 – وأما عن الحسد فإنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب الحسد يأكل الجسد ولكن أصبر على حسد الحسود فإن صبرك قاتله فالنار تأكل بعضها ألم تجد ما تأكله الحسد صفة  من أسوا الصفات التي نفرت منها الشريعة الإسلامية والحاسد استعاذ الله _تعالى_ من شره في كتابه العزيز فقال في سور الفلق { ومن شر حاسد إذا حسد } وغير ذلك من الآيات التي نهى الله تعالى عنه فيها وكذلك نفر منه النبي عليه أفضل الصلاة والسلام فقال في الحديث صراحة ) اثنان في النار  الحاسد والحاقد )
، 
أترككم جميعا في رعاية الله ولعلنا نراجع حساباتنا قبل فوات الأوان فنحن لا زلنا في فسحة وباب التوبة لازال مفتوح وألا تأخذننا العزة بالإثم  سائلا المولى أن يبصرنا بعيوبنا ويهدينا لما خلقنا له ،
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } والحمد لله رب العالمين ,