الثلاثاء، ٥ فبراير ٢٠٠٨

( الاخــوة الزائفـة )


فأنت آخي مالـم تكن لي حــاجة .....فإن عرضت أيقـنت إن لاأخالي
فـلا زاد ما بيني وبيـنك بعــد ما
.....بلوتك في الحـــاجات إلا تمــاديا
فلست براء عـــيب ذي الود كـله .....وبعـــض ما فيه إذا كنت راضيا
كلانا غني عـن أخــيه حياتـــــه
.....ونحن إذا متنا اشــــد تغانيــــــــا
عيون الرضى عن كل عيب كليلة ....ولكن عيون السخط تبدي المساويا
التعليق:
قلت يقصد الشاعر في هذا البيت إن المرء إذا مات فهو مستغن عن أخيه ومشغول بنفسه في يوم القيامة يوم الحسرة والندامة يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت وقد قيل قديما إنما أخوك من واساك بنشب لا من واساك بنسب و قيل لبعض الإعراب مات أبوك قال: ملكت رشدي قيل له ماتت أمك قال انجلى همي قيل ماتت أختك قال سترت عورتي قيل مات أخوك قال انقصم ظهري من هناء يظهر لك قاري العزيز مقدار ومكانة ألأخ عند العرب أما اليوم فالمحبة بين الإخوة شبه مفقودة وما سببها إلا إعجاب كل بنفسه وازدرائه لأخيه وقد قال الشاعر قديما :

أخوك أخوك إنمالاخاله ......كساع ألي الهيجا بغير سلاح


وقال آخر:
وليس أخي من ودني بلسانه .....ولكن أخي من ودني وهو غائب
ومن ماله مالي إذا كنت معدما .......ومالي له إن أعوزته النوائب
وقال أبو تمام:
من لي بإنسان إذا أغضبته ..........وجهلت كان الحلم رد جوابه
وإذا صبوت إلى المدام شربت....... من أخلاقه وسكرت من آدابه
وتراه يصغي للحديث بطرفه ..............وبقلبه ولعله أدرى بـــه
وقد قيل لخالد بن صفوان، أي أخوانك أحب إليك . قال الذي يسد خلتي ، ويغفر زلتي ، ويقيل عثرتي . وقيل من ليؤاخي إلا من لأعيب فيه قل صديقه ، ومن لم رض من صديقه إلا بإثاره على نفسه دام سخطه ومن عاتب على كل ذنب ، ضاع عتبه وكثر تعبه قال الشاعر:
ومن لم يغمض عينه عن صديقه........وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب
وفال آخر:
إذا كنت في كل الأمور معاتبا ..............صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
وان أنت لم تشرب مرارا على الأذى ....ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
وقالوا أعجب الأشياء ود من يهودي ، وحفظ من نصراني، ورياضة من دهري وكرم من أعجمي ، واحذر من الكريم إذا أهنته ، واللئيم إذا أكرمته ، والعاقل إذا أحرجته ، والأحمق إذا مازحته ، والفاجر إذا عاشرته.

فانظر معي يارعاك الله إلى مقدار حق الإخوة في القدم ثم أتي متمم مكارم الأخلاق صلى الله عليه وسلم بأروع مثال علي معنى الاخوه الحقيقية حينما آخى بين المهاجرين والأنصار فكان الأنصاري لايرى لنفسه في ماله وزوجاته حق مادام آخوه المهاجر فقير ومعدم وكان الأنصاري يخير أخاه المهاجر في مشاطرته ماله وزوجه وهذا دليل آخر على ذلك قال ابن القيم : ثم آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والانصار في دار أس بن مالك وكانوا تسعين رجلا نصفهم من المهاجين ونصفهم من الانصار آخى بينهم على المواساة ، ويتوارثون بعد الموت دون ذوي الارحام ، وإلى حين وقعت بدر فلما انزل الله عزشأنه {وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَـئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }الأنفال 75رد التوارث دون عقد الاخوه 2989 (خ م ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : « لمَّا قَدِمَ المهاجرون من مكة إلى المدينة ، قَدِمُوا وليس بأيديهم شيء ، وكانت الأنصار أهلَ الأَرض والعقار ، فقاسمهم الأنصار على أَن أعطوْهم أَنصاف ثمار أموالهم كلَّ عام ، ويَكْفُونَهم العملَ والمؤونة ، وكانت أمُّ أَنس بن مالك - وهي تُدْعى أَمَّ سُلَيْم ، وكانت أمَّ عبد الله بن أبي طلحة ، [و] كان أخا لأنس لأمّه - كانت أعطت أمُّ أنس رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- عِذافا لها، فأُعطاها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أمَّ أيمن مَولاته ، أمَّ أسامة بن زيد - فلما فرَغَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- من قتال أهلِ خَيبَرَ وانصرف إلى المدينة رَدَّ المهاجرون إلى الأنصار منائحهم التي كانوا مَنَحُوهم من ثِمارِهم ، قال فردَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أُمِّي عِذَاقَها ، وأَعطى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمَّ أيمن مكانَهُنَّ من حائطه ». وفي رواية « من خالصه».
أما اليوم فإن معيار الرجولة عند الناس ومكانتك الاجتماعية ونصيبك من الرفعة والتقدير فهي بقدر ما تمتلك من المادة فإن كنت كبير سن ودخلت إلى القوم في مجلس فسوف تجلس حيث ينتهي بك المجلس دون أن يكون لقدم سنك أفضلية أو والولية فالمعيار عند البشر اليوم هي المادة وليس سواها وكل عاقل ومنصف سوف يلاحظ صحة مقولتي هذه حينما يخالط اصحاب الاموال والجاه ويكون هو متوسط الحال .. والله المستعان ،،

ليست هناك تعليقات: