الأربعاء، ٢٨ محرم ١٤٢٩ هـ

المرؤة

أعلم إن المرؤة دالة على كرم الأعراق باعثة على مكارم الاخلاق وهى مراعاة الأحوال التي يكون الإنسان على أفضلها . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من عامل الناس فلم يظلمهم وحدثهم فلم يكذبهم ووعدهم فلم يخلفهم فهو ممن كملت مرؤته وظهرت عدالته ووجبت أخوته ) وقال : لادين ألا بمرؤة : وقال: المرؤة في الإسلام استحياء المرء من الله أولا ثم من نفسه آخرا _ قال ابن سلام : حد المروءة رعى مساعي البر ورفع دواعي الضر والطهارة من جميع الأدناس والتخلص من عوارض الالتباس حتى لا يتعلق بحاملها لوم ولا يلحق به ذم . ومامن شيء يحمل على صلاح الدين والدنيا ويبعث على شرف الممات والمحيا إلا وهو داخل تحت المروءة . قيل لبعض الحكماء ما المروءة قال: طهارة البدن والفعل الحسن
وقال بعضهم : من سلك المروءة سبيلا . أصاب إلى كل خير دليلا .. وسئل بعضهم : أي الحلال اجمع للخير وابعد من الشر واحمد للعقبى ؟ فقال: الجنوح إلى التقوى والتحيز إلى فئة المروءة . وقال بعض العرفين : اتق مصارع الدنيا بالتمسك بحبل المروءة واتقي مصارع الآخرة بالتعلق بحبل التقوى تفز بخيري الدار وتحل ارفع المنزلتين .. وقال
آخر:إذا طلب رجلان امرأ ظفر به أعظمهم مروءة .. ،، وقال الو شاء : اعلم أن المروءة هي عماد الأدباء وعتاد العقلاء ، يرأس بها صاحبها ويشرف بها كاسبها . ولاشيء أزين للمرء من المروة ، فهي رأس الظرف والفتوة . وقد قال بعض الحكماء: الأدب يحتاج معه إلى المروة ، والمروة لا يحتاج معها إلى الأدب . وربما رأيت ذا المروة الخامل ، وذا السخاء الجاهل قد غطت مروته على عيوبه ،وستره سخاؤه من معيبه وأهل المروات محسودة على أدب ، وراغبا أفعالهم ، متبعة أحوالهم ، وقلما رأيت حاسدا في أرب قال الشاعر:
عادوا مروتنا فضلل سعيهم
ولكل بيت مروة أعداء
لسنا إذا عد الفخار كمعشر
أزرى بفعل أبيهم ألأبناء

ليست هناك تعليقات: