الخميس، ٤ ربيع الآخر ١٤٢٩ هـ

كفى بالموت واعضا

كفى بالموت واعضا مقولة منسوبة لأمير المؤمنين أبو عبدا لله عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويقال انه نقشه على ختمه الذي كان يختم به الرسائل الموجهة للملوك : والموت كاس كل الناس سيتجرعه شاء أم أبى ولامناص لأحد منه لابد لكل ذي روح أن يشربها ويذوق طعمها وهو هاذم اللذات ومنغص الشهوات ومكدر الأوقات ومزيل العاهات وذ كر أبو محمد عبد الحق في كتاب العاقة له عن أبي الحجاج المثالي قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول : القبر للميت إذا وضع فيه : ويحك يابن آدم ماغرك بي ؟ ألم تعلم أني بيت الفتنة . وبيت الظلمة وبيت الدود . ماغرك إذ كنت تمر بي فدادا ؟ قال : فإن كان صالحا أجاب عنه مجيب القبر . فيقول أرأيت إن كان ممن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ؟ قال فيقول القبر : فإني أعود عليه خضرا ويعود جسده نورا وتصعد روحه إلى رب العالمين :
: يقول عبدا لعزيز بن سليمان:
أيا هاذم اللذات مأمنك مهرب تحارز نفسي منك ماسي صيبها
رأيت المنايا قسمت بين أنفس ونفسي سيأتي بعدهن نصيبها
قال الله تعالى : {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }آل عمران185 الموت هاذم اللذات ومفرق الجماعات ومن يفارقنا ويذهب لايعود والميت إذا حمل على أكتاف الرجال إن كان من الخيرين يقول قدموني قدموني
وإن كان من الأشقياء يصيح ويقول ياويلتى إلى أين تذهبون بي ، ويستحب تلقين المحتضر (لااله إلا الله) لما روي عن أبي سعيد ألخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم الإله إلا الله : مسلم وروي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أحتضر الميت فلقنوه الإله إلا الله فإنه مأمن عبد يختم له بها عند موته إلا كانت زاده إلى الجنة : ابن أبي الدنيا ، وقال عمر بن الخطاب احضروا موتاكم ولقنوهم : الإله إلا الله وذكروهم فإنهم يرون مالا ترون ) قال العلماء تلقين الموتى الإله إلا الله سنة مأثورة عمل بها المسلمون وذلك لتكون آخر كلامهم فيختم لهم بالسعادة وليدخل في عموم قوله عليه السلام ( من كان آخر كلامه الإله إلا الله دخل الجنة ) أبو داوود وينبغي للمسلم ألا يموت إلا وهو يحسن الظن بالله فعن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل وفاته بثلاثة أيام ( لايموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ) نتفق عليه وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت فقال : كيف تجدك ؟ فقال : أرجو الله يارسول الله وأخاف ذنوبي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لايجتمعان في قلب عبد مؤمن في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله مايرجو , وأمنه مما يخاف ) ابن ماجه والترمذي
عذاب القبر - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حدثني أَبِى حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ مِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ زَاذَانَ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ النبي -صلى الله عليه وسلم- في جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدْ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ وَفِى يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ بِهِ في الأَرْضِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ « اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ». مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثاً ثُمَّ قَالَ « إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِى انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلاَئِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يجيء مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخرجي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ - قَالَ - فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ في السِّقَاءِ فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا في يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا في ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِى ذَلِكَ الْحَنُوطِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ - قَالَ - فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلاَ يَمُرُّونَ - يَعْنِى بِهَا - عَلَى مَلأٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِلاَّ قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ فَيَقُولُونَ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ التي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا في الدُّنْيَا حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ فَيُفْتَحُ لَهُمْ فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ التي تَلِيهَا حَتَّى ينتهي بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَ عبدي في عِلِّيِّينَ وَأَعِيدُوهُ إِلَى الأَرْضِ فَإِنِّى مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى - قَالَ - فَتُعَادُ رُوحُهُ فِى جَسَدِهِ فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولاَنَ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ رَبِّىَ اللَّهُ. فَيَقُولاَنِ لَهُ مَا دِينُكَ فَيَقُولُ ديني الإِسْلاَمُ. فَيَقُولاَنِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الذي بُعِثَ فِيكُمْ فَيَقُولُ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ . فَيَقُولاَنِ لَهُ وَمَا عِلْمُكَ فَيَقُولُ قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ . فَيُنَادِى مُنَادٍ في السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عبدي فافرشوه مِنَ الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَاباً إِلَى الْجَنَّةِ - قَالَ - فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ في قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ - قَالَ - وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بالذي يَسُرُّكَ هَذَا يَوْمُكَ الذي كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ لَهُ مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يجيء بِالْخَيْرِ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ. فَيَقُولُ رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أهلي ومالي. قَالَ وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ في انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ مَلاَئِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ مَعَهُمُ الْمُسُوحُ فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يجيء مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخرجي إِلَى سَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَغَضَبٍ - قَالَ - فَتُفَرَّقُ فِى جَسَدِهِ فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنَ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا في يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا في تِلْكَ الْمُسُوحِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلاَ يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلأٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِلاَّ قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ فَيَقُولُونَ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ التي كَانَ يُسَمَّى بِهَا في الدُّنْيَا حَتَّى ينتهي بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَلاَ يُفْتَحُ لَهُ ». ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ في سَمِّ الْخِيَاطِ) « فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَهُ في سِجِّينٍ في الأَرْضِ السُّفْلَى فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحاً ». ثُمَّ قَرَأَ (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِى بِهِ الرِّيحُ في مَكَانٍ سَحِيقٍ) « فَتُعَادُ رُوحُهُ في جَسَدِهِ وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولاَنِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لاَ أَدْرِى.
فَيَقُولاَنِ لَهُ مَا دِينُكَ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لاَ أَدْرِى. فَيَقُولاَنِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الذي بُعِثَ فِيكُمْ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لاَ أَدْرِى. فَيُنَادِى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ كَذَبَ فَافْرِشُوا لَهُ مِنَ النَّارِ وَافْتَحُوا لَهُ بَاباً إِلَى النَّارِ فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلاَعُهُ وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ قَبِيحُ الثِّيَابِ مُنْتِنُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بالذي يَسُوءُكَ هَذَا يَوْمُكَ الذي كُنْتَ تُوعَدُ. فَيَقُولُ مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يجيء بِالشَّرِّ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ فَيَقُولُ رَبِّ لاَ تُقِمِ السَّاعَةَ ». {4/288} تحفة 1758 معتلي 1118 مجمع 3/50
أخي المسلم احذر والحق نفسك وتدارك مابقي من حياتك قبل أن يأتيك ملك الموت وأنت ساهي لاهي ولا ينفع معذرة ولا ندم وحديث البراء بن عازب يجب قرأته بتمعن وتكرار والحذر كل الحذر من كلمت (هاه + هاه ) فإن ما بعدها إلا الهاوية أجارنا الله من الهاوية ومن الندم الذي لا يقبل فنحن الآن في فسحة فالله الله البدار البدار بالتوبة العاجلة قبل حضور الملك المأمور بقبض أرواحنا فإنه إن حضر فانه لا يقبل التأجيل ولا التأخير ..