الاثنين، ١٨ شوال ١٤٣١ هـ

أناس طائشون وعلى هواهم عائشو..!

أناس طائشون وعلى هواهم عائشون
من ينصحهم ليعودوا إلى رشدهم لأن (( النعمة )) قد زادت في عصرنا هذا
بازدياد المال والفلوس والخير العميم فبدلاً من تسخير هذه النعمة التي نعيش
فيها فيما يرضي الله ويساعد في تمتين الروابط وحل المشاكل نرى من يسخرها في العكس من ذلك
إن مما يدل على ذلك هو ما نعيشه واقعاً أليما ومريراً أدى بالناس إلى اللامبالاة وعدم الاكتراث
لا بالدين ولا بالعادات والأعراف ولا بالشيم والأخلاق ..
كم من قتيل في أرضنا قد قتل لا لشيء إلا بسبب .. أقول أو نزغة شيطان بل تسلط إنسان هو أسوأ من ذلك
بعض الناس يصر أن يكو كلامه هو الأصح وفعله هو الكمال بعينة ولا يقبل نصيحة ناصح ولا يقبل أنصاف الحلول بل يريد أن يملي شروطه على الآخرين ويأخذ ولا يعطي وهذه الأنانية بعينها {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }فاطر8
إن كفر النعمة والبطر على الخلق أصبح شيئاً جليا وملموسا فمن مظاهره :
أن يدعي شخص على قوم ويعتدي على الأماكن العامة ويرى لنفسه الحق بمجرد أن غفل الآخرون عنه وعن تصرفاته الرعناء وفي غيابهم يقوم يعمل في الظلام
أن يُقتَل رجال بعدد أصابع اليد لأجل شجرة أو قطعة أرض ..
وأن تقوم حرب شعواء بين قبيلتين متجاورتين وقد تجمعهما أواصر وروابط قريبة لأجل قطعة
أرض أو ما شابه ذلك ويذهب ضحيتها العشرات !
وأن ترحل قبيلة من أرضها ومن بيوت وقصور لم يمض على تعميرها إلا أيام بسبب حماقة شاب
طائش أو شيخ أرعن والمصيبة كل المصيبة ألا يجد له من يردعه أو يعيده إلى صوابه ..
وأن ترسل الأموال من خارج البلاد وتجمع في داخلها لأجل محاربة الله بمثل هذه الحروب الهمجية
الجاهلية بينما طرق الخير وسبل الإصلاح لا ينفق عليها عشر ذلك !
المظاهر والأمثلة كثيرة لكفر النعمة الذي يتجلى في واقعنا المعاصر لكن ما هو الحل ؟
هل نفعل مثل المتواري عن الأنظار ونرقب ما يحصل عن بعد ؟
لا أظن ذلك يجدي فمثل واقعنا لا يمكن فيه التمايز والمفاصلة لأن نار الشر ستطال البعيد والقريب ..
إذاً ما الحل ؟؟
الحل من وجهة نظري أن يقول العقلاء وأهل الصلاح والشباب المتعلم كلمتهم وأن يرفعوا أصواتهم في
المجالس وكل المحافل ووسائل الأعلام وألا تظل كلماتنا حبيسة المنتديات بل يجب تجسيدها واقعيا في كل مكان ..
يجب البراءة من كل مظاهر التسلط والجشع وحب الذات حتى لو كان من أقرب الأقربين وإعلان العودة لشرع الله والانقياد والاحتكام له .. {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }التوبة24
يجب تحمل المسئولية وتوعية الناس بتحملها لإلجام كل طائش وردع كل مفسد لاكما يقول البعض أنهم لا يستطيعون السيطرة على أبنائهم ومن تحت رعايتهم !!
وقبل كل ذلك علينا البدا بأنفسنا ومن تحتنا فلا خير فينا إن أمرنا الناس بالمعروف فإذا ما وقعنا
فيما وقعوا فيه نسينا ما كنا نأمر به .. أو ننهى عنه جاء في الحديث : «يُؤتَى بالرجل يوم القيامة فيُلْقى في النار فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُ بَطْنِهِ، فَيَدُورُ بها كما يدُور الحمار في الرَّحَى ، فيجتمع إِليه أَهلُ النار، فيقولون : يا فُلانُ مالك ؟ أَلم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول : بلى ، كنتُ آمر بالمعروف ولا آتيه ، وأَنْهَى عن المنكر وآتيه » متفق عليه .
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقنا شكر النعمة وأن يجنبنا كفرها وأن ينزل علينا
رحمته ويرفع عنا غضبه إنه ولي ذلك والقادر عليه .. والحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات: