الوفاء من مكارم الأخلق..!!
الوفاء من مكارم الأخلق..!!
لقد دعا الإسلام إلى مكارم الأخلاق ، وحث عليها وأمرنا بالالتزام
بها والسير على نهجها فقد وصف الله نبيها لكريم بأنه صاحب خلق عظيم، فكان صلى الله
عليه وسلم كما وصفته عائشة قرآناً يمشي على الأرض ، ومن أشرف الأخلاق الوفاء ، والوفاء
لهم واضيعه الكثيرة ومجالاتها لمتعددة منها:
1- الوفاء مع الله
الله هو الذي خلقك بيديه ونفخ فيك من روحه ، وأسجد لك ملائكته فأنت
فرع من أبيك آدم وفضلك على سائر المخلوقات "ولقد كرمن ابني آدم وحملناهم
في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا"
(1).
2- الوفاء مع عباد الله
إن ربك يناديك قائلاً : "اذكروا نعمتي التي أنعمت
عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون
" (4)،و مما يدل على فضل الله علي هذ لك الحوار الشيق الذي داربين
العالم أبي حازم الأعرج وبين الخليفة هارون
الرشيد يوم دخل العالم على الخليفة ،فقال
الخليفة للعالم: عظني يا أبا حازم ،فقال
لله: كفاك والقرآن موعظة، وعند إذ طلب الخليفة من حاجبه أن يحضر له شربة
ماء، فرأى العالم من ذلك فرصة لوعظ الخليفة وتذكيره بفضل الله عليه فقال :
يا أمير المؤمنين لو حبست عنك شربة الماء أتفديها بملكك أملا؟ قال:
نعم، فقال له العالم: لا خير في ملك يباع بشربة.
فا لوفاء مع الرحم :
" أنا الله وأنا الرحمن ،خلقت الرحم، وشققت لها اسماً من اسمي، فمن وصلها
وصلته، ومن قطعها قطعته " (9)،وأخص الرحم الوالدين والأقربين.
فيا أخي مطلوب منك الوفاء مع الله بالعبادة وبالالتزام بالعهود والمواثيق
"وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا"
(5)،" وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم"
(6)،لذلك ذم ذلك الرجل الذي عاهد الله وأخلف وعده، ولم يفئ بشيء مما عاهد
عليه فقال: "ومنهم من عاهد الله لئن
آتانا من فضله لصندقن و لنكونن من الصالحين، فلما أتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم
معرضون، فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه، وبما كانوا
يكذبون، ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب"
(7).
والإنسان المؤمن يكون وفياً مع عباد الله يحب لهم الخير، ويكره لهم
الشر، يساعد الضعيف ويعين البائس، ويقف مع الحقو الصواب، والإنسان لا يقطع اليد المحسنة
بل يرد إليها الإحسان ويحترمها، حتى لو أن إنساناً أساء معك فعليك أن تحسن إليه لقوله
صلى الله عليه وسلم : " ليس الإحسان أنت حسن إلى
من أحسن إليك ولكن الإحسان أن تحسن إلى من أساء إليك"(8).
والله يا أخي أكرمك بالسمع والبصر والفؤاد وبين لك طريق الخير والشر "ألم نجعل له عينين ولساناً
وشفتين، وهديناه النجدين" (2)،وقد خلقك الله لطاعته وعبادته
والسير على هداه "وما خلقت الجن والإنس إلاّ
ليعبدون، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين"
(3)،أنت في الدنيا من فعل معك عملاً طيباً ترده عليه، ومن وقف معك في مناسبة
فأنت تنتظر حدوث مناسبة عنده كي ترد إليه الجميل وتقف معه وقفة خير كما وقف معك، فكيف
يا أخي بمن أنعم عليك بنعم لاتعد ولا تحصى، أنعم عليك بالإسلام أولاً، ثم بالعقل والعافية
وبالأولاد والأموال لماذا لا تشكره ؟لماذا تقصر في واجباته ؟ لماذا لا تؤدي أركانه؟
الوفاء مع الزوجة :
لقوله صلى الله عليه وسلم : "خيركم خيركم لأهله وأنا
خيركم لأهلي"(10)، وكيف كان النبي صلى الله
عليه وسلم يبش في وجوه صديقات زوجته خديجة بعد وفاتها ويحترم هن و يعطف عليهن.
الوفاء مع الأولاد:
وذلك بتعليمهم ورعايتهم وتوجيههم إلى الطريق المستقيم لأنهم سيمسكون
بتلابيبك يوم القيامة يسألونك حقوقهم " مروا أولادكم بالصلاة لسبع
واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع "
(11). وقوله صلى الله عليه وسلم:
" أدبوا أولادكم على ثلاث خصال ؛حب نبيكم ،وحب آل بيته، وتلاوة القرآن
، فإن حملة القرآن في ظل عرش الله يوم لأظل إلا اّظله مع أنبيائه وأصفيائه"
(12). والإنسان عليه ألا يندم على الطيبات إذا ما قوبلت بغير ما تستحق لأن
اليد المحسنة لا تنتظر الجزاء إلاّ من الله وحده ورحم الله القائل:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس
3- الوفاء مع الماضي
على الإنسان أن يكون وفياً مع ماضيه، ومع من صحبوهم في الزمن الماضي
لأن الماضي جزء من حياة الإنسان ورحم الله القائل:
إن الكرام إذا ما أيسروا ذكروا من كان يألفهم في الموطن الخشن
فالإنسان الكريم الوفي إذا ما تيسرت أحواله، وعلت مراتبه لا يتنكر لأولئك
الذين شاركوه أيام البؤس والحرمان بل يحترمهم ويجلهم لأن ذلك من الوفاء، وأن حسن العهد
من الوفاء، وأن حسن العهد من الإيمان، وصغار الأنفس هم الذين يضيقون بأصدقاء الأمس
ويترفعون عنهم، أما الإنسان المسلم الكبير في همته فإنه يحترم الجميع ولا يتكبر على
أحد، "وتلك الأيام نداولها بين الناس"
(13)، "قل اللهم مالك الملك تؤتي
الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على
كل شيء قدير" (14).
نسأل الله أن نكون من الأوفياء الأتقياء الملتزمين بشرع الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق