الاثنين، ١٢ مايو ٢٠٠٨

الا ادلكم على شي إذا فعلتموه تحاببتم

(( ألا أدلكم على شي إذا فعلتموه تحاببتم ))
قَالَ الله تَعَالَى : { يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أهْلِهَا } [ النور : 27 ] ، وقال تَعَالَى : { فَإذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً } [ النور : 61 ] ، وقال تَعَالَى : { وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا } [ النساء : 86 ] ، وقال تَعَالَى : { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إبْرَاهِيمَ الْمُكرَمِينَ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ } [ الذاريات : 24-25 ] .
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : أنَّ رجلاً سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أيُّ الإسْلاَمِ خَيْرٌ ؟ قَالَ : (( تُطْعِمُ الطَّعَامَ ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( لَمَّا خَلَقَ اللهُ آدَمَ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولئِكَ - نَفَرٍ مِنَ المَلاَئِكَةِ جُلُوس - فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ ؛ فَإنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيتِكَ . فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ، فقالوا : السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ ، فَزَادُوهُ : وَرَحْمَةُ اللهِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
وعن أَبي عُمَارة البراءِ بن عازِبٍ رضي الله عنهما ، قَالَ : أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بِسَبْعٍ : بِعِيَادَةِ المَرِيضِ ، وَاتِّبَاعِ الجَنَائِزِ ، وَتَشْمِيتِ العَاطِسِ ، وَنَصْرِ الضَّعيفِ ، وَعَوْنِ المَظْلُومِ ، وَإفْشَاءِ السَّلاَمِ ، وَإبْرَارِ المُقسِمِ . متفقٌ عَلَيْهِ ، هَذَا لفظ إحدى روايات البخاري .
وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( لاَ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ حَتَّى تُؤمِنُوا ، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا ، أوَلاَ أدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ؟ أفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ )) رواه مسلم .
__________
وعن أَبي يوسف عبد الله بن سلام - رضي الله عنه -، قَالَ : سَمِعْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول : (( يَا أيُّهَا النَّاسُ ، أفْشُوا السَّلاَمَ ، وَأطْعِمُوا الطَّعَامَ ، وَصِلُوا الأرْحَامَ ، وَصَلُّوا والنَّاسُ نِيَامٌ ، تَدْخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلاَم )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) .
- وعن الطُّفَيْل بن أُبَيِّ بن كعبٍ : أنَّه كَانَ يأتي عبد الله بن عمر ، فيغدو مَعَهُ إِلَى السُّوقِ ، قَالَ : فإذَا غَدَوْنَا إِلَى السُّوقِ ، لَمْ يَمُرَّ عَبدُ الله عَلَى سَقَّاطٍ وَلاَ صَاحِبِ بَيْعَةٍ ، وَلاَ مِسْكِينٍ ، وَلاَ أحَدٍ إِلاَّ سَلَّمَ عَلَيْهِ ، قَالَ الطُّفَيْلُ : فَجِئْتُ عبد الله بنَ عُمَرَ يَوْماً، فَاسْتَتْبَعَنِي إِلَى السُّوقِ ، فَقُلْتُ لَهُ : مَا تَصْنَعُ بالسُّوقِ ، وَأنْتَ لا تَقِفُ عَلَى البَيْعِ ، وَلاَ تَسْأَلُ عَنِ السِّلَعِ ، وَلاَ تَسُومُ بِهَا ، وَلاَ تَجْلِسُ في مَجَالِسِ السُّوقِ ؟ وَأقُولُ : اجْلِسْ بِنَا هاهُنَا نَتَحَدَّث ، فَقَالَ : يَا أَبَا بَطْنٍ - وَكَانَ الطفَيْلُ ذَا بَطْنٍ - إنَّمَا نَغْدُو مِنْ أجْلِ السَّلاَمِ ، فنُسَلِّمُ عَلَى مَنْ لَقيْنَاهُ . رواه مالك في المُوطَّأ بإسنادٍ صحيح .
حَبُّ أنْ يَقُولَ المُبْتَدِئُ بالسَّلاَمِ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ . فَيَأتِ بِضَميرِ الجَمْعِ ، وَإنْ كَانَ المُسَلَّمُ عَلَيْهِ وَاحِداً ، وَيقُولُ المُجيبُ : وَعَلَيْكُمْ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ ، فَيَأتِي بِوَاوِ العَطْفِ في قَوْله : وَعَلَيْكُمْ .
- عن عِمْرَان بن الحصين رضي الله عنهما ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ، فَرَدَّ عَلَيْهِ ثُمَّ جَلَسَ ، فَقَالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - : (( عَشْرٌ )) ثُمَّ جَاءَ آخَرُ ، فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ ، فَرَدَّ عَلَيْهِ فَجَلَسَ ، فَقَالَ : (( عِشْرُونَ )) ثُمَّ جَاءَ آخَرُ ، فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَركَاتُهُ ، فَرَدَّ عَلَيْهِ فَجَلَسَ ، فَقَالَ : (( ثَلاثُونَ )) رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .
وعن عائشةَ رضي الله عنها ، قالت : قَالَ لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - : (( هَذَا جِبريلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلاَمَ )) قالت : قُلْتُ : وَعَلَيْهِ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ . متفقٌ عَلَيْهِ .
وهكذا وقع في بعض رواياتِ الصحيحين : (( وَبَرَكاتُهُ )) وفي بعضها بحذفِها ، وزِيادةُ الثقةِ مقبولة((3)) .
- وعن أنسٍ - رضي الله عنه - : أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا تكلم بِكَلِمَةٍ أعَادَهَا ثَلاثَاً حَتَّى تُفهَمَ عَنْهُ ، وَإِذَا أتَى عَلَى قَوْمٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ سلم عَلَيْهِمْ ثَلاَثاً . رواه البخاري .
وهذا مَحْمُولٌ عَلَى مَا إِذَا كَانَ الجَمْعُ كَثِيراً .
(2)- وعن المِقْدَادِ - رضي الله عنه - في حدِيثهِ الطويل ، قَالَ : كُنَّا نَرْفَعُ للنَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - نَصِيبَهُ مِنَ اللَّبَنِ ، فَيَجِيءُ مِنَ اللَّيْلِ ، فَيُسَلِّمُ تَسْلِيماً لاَ يُوقِظُ نَائِماً ، وَيُسْمِعُ اليَقْظَانَ ، فَجَاءَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَلَّمَ كَمَا كَانَ يُسَلِّمُ . رواه مسلم .
وعن أسماء بنتِ يزيد رضي الله عنها : أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ في المَسْجدِ يَوْماً ، وَعُصْبَةٌ مِنَ النِّسَاءِ قُعُودٌ ، فَألْوَى بِيَدِهِ بالتسْلِيمِ . رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .
وهذا محمول عَلَى أنَّه - صلى الله عليه وسلم - ، جَمَعَ بَيْنَ اللَّفْظِ وَالإشَارَةِ ، وَيُؤَيِّدُهُ أنَّ في رِوَايةِ أَبي داود : فَسَلَّمَ عَلَيْنَا .
وعن أَبي أُمَامَة - رضي الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( إنَّ أوْلى النَّاسِ باللهِ مَنْ بَدَأَهُمْ بالسَّلاَمِ )) رواه أَبُو داود بإسنادٍ جيدٍ ، ورواه الترمذي بنحوه وقال : (( حديثٌ حسن )) . وَقَدْ ذُكر بعده.
- وعن أَبي جُرَيٍّ الهُجَيْمِيِّ - رضي الله عنه - ، قَالَ : أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقلتُ : عَلَيْكَ السَّلامُ يَا رسول الله . قَالَ : (( لاَ تَقُلْ عَلَيْكَ السَّلامُ ؛ فإنَّ عَلَيْكَ السَّلاَمُ تَحِيَّةُ المَوتَى )) رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) ، وَقَدْ سبق بِطُولِهِ .
(2)- عن أَبي هريرة - رضي الله عنه - : أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى المَاشِي ، وَالمَاشِي عَلَى القَاعِدِ ، وَالقَليلُ عَلَى الكَثِيرِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
وفي رواية للبخاري : (( والصغيرُ عَلَى الكَبيرِ )) .
وعن أَبي أُمَامَة صُدَيِّ بن عجلان الباهِلي - رضي الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - : (( إنَّ أَوْلى النَّاسِ بِاللهِ مَنْ بَدَأهُمْ بِالسَّلامِ )) رواه أَبُو داود بإسنادٍ جيدٍ .
ورواه الترمذي عن أَبي أُمَامَةَ - رضي الله عنه - ، قِيلَ : يَا رسول الله ، الرَّجُلانِ يَلْتَقِيَانِ أَيُّهُمَا يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ ؟ ، قَالَ : (( أَوْلاَهُمَا بِاللهِ تَعَالَى )) قَالَ الترمذي : (( هَذَا حديث حسن )) .
عن أَبي هريرة - رضي الله عنه - في حديثِ المسِيءِ صلاته : أنّه جَاءَ فَصَلَّى ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ ، فَقَالَ : (( ارْجِعْ فَصَلِّ فَإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ )) فَرَجَعَ فَصَلَّى ، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ . متفقٌ عَلَيْهِ .
وعنه ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( إِذَا لَقِيَ أَحَدُكُمْ أخَاهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ ، فَإنْ حَالَتْ بَيْنَهُمَا شَجَرَةٌ ، أَوْ جِدَارٌ ، أَوْ حَجَرٌ ، ثُمَّ لَقِيَهُ ، فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ )) رواه أَبُو داود .
قَالَ الله تَعَالَى : { فَإذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً } [ النور61
وعن أنسٍ - رضي الله عنه - ، قَالَ : قَالَ لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( يَا بُنَيَّ ، إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أهْلِكَ ، فَسَلِّمْ ، يَكُنْ بَرَكَةً عَلَيْكَ ، وعلى أهْلِ بَيْتِكَ )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) .
عن أنس - رضي الله عنه - : أنَّهُ مَرَّ عَلَى صِبْيَانٍ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ ، وقال : كَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَفْعَلُهُ . متفقٌ عَلَيْهِ .
عن سهل بن سعدٍ - رضي الله عنه - ، قال : كَانَتْ فِينَا امْرَأةٌ - وفي رواية : كَانَتْ لَنَا عَجُوزٌ - تَأخُذُ مِنْ أصُولِ السِّلْقِ فَتَطْرَحُهُ فِي القِدْرِ ، وَتُكَرْكِرُ حَبَّاتٍ مِنْ شَعِيرٍ ، فَإذَا صَلَّيْنَا الْجُمُعَةَ ، وَانْصَرَفْنَا ، نُسَلِّمُ عَلَيْهَا ، فَتُقَدِّمُهُ إلَيْنَا . رواه البخاري . قَوْله : (( تُكَرْكِرُ )) أيْ : تَطْحَنُ
وعن أُم هَانِىءٍ فاخِتَةَ بنتِ أَبي طالب رضي الله عنها ، قالت : أتيت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الفَتْحِ وَهُوَ يَغْتَسِلُ ، وَفَاطِمَةُ تَسْتُرُهُ بِثَوْبٍ ، فَسَلَّمْتُ ... وَذَكَرَتِ الحديث . رواه مسلم .
وعن أسماءَ بنتِ يزيدَ رضي الله عنها ، قالت : مَرّ عَلَيْنَا النّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي نِسوَةٍ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا . رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) ، وهذا لفظ أَبي داود .
ولفظ الترمذي : أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ في المَسْجِدِ يَوْماً ، وَعُصْبَةٌ مِنَ النِّسَاءِ قُعُودٌ ، فَأَلْوَى بِيَدِهِ بالتَّسْلِيمِ .
(4)- وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - : أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( لاَ تَبْدَأُوا اليَهُودَ وَلاَ النَّصَارَى بالسَّلامِ ، فَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ في طَرِيق فَاضطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ رواه مسلم .
__________
- وعن أنسٍ - رضي الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أهْلُ الكِتَابِ فَقُولُوا : وَعَلَيْكُمْ )) متفقٌ عَلَيْهِ . وعن أُسَامَة - رضي الله عنه - : أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ عَلَى مَجْلِسٍ فِيهِ أخْلاَطٌ مِنَ المُسْلِمِينَ وَالمُشْرِكينَ - عَبَدَة الأَوْثَانِ - واليَهُودِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِم النبيُّ- صلى الله عليه وسلم - . متفقٌ عَلَيْهِ .
وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( إِذَا انْتَهى أَحَدُكُمْ إِلَى المَجْلِسِ فَلْيُسَلِّمْ ، فَإذَا أرَادَ أنْ يَقُومَ فَلْيُسَلِّمْ ، فَلَيْسَتِ الأُولَى بِأحَقّ مِنَ الآخِرَةِ )) رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .
قَالَ الله تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا } [ النور : 27 ] ، وقال تَعَالَى : { وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُم الحُلُمَ فَلْيَسْتَأذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } [ النور : 59 ] .
عن أَبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( الاسْتِئْذَانُ ثَلاثٌ ، فَإنْ أُذِنَ لَكَ وَإِلاَّ فَارْجِعْ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
__________
وعن سهلِ بنِ سعدٍ - رضي الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( إنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئذَانُ مِنْ أجْلِ البَصَرِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
وعن رِبْعِيِّ بن حِرَاشٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ أنَّهُ اسْتَأذَنَ عَلَى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ في بيتٍ ، فَقَالَ : أألِج ؟ فَقَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لِخَادِمِهِ : (( أُخْرُجْ إِلَى هَذَا فَعَلِّمهُ الاسْتِئذَانَ ، فَقُلْ لَهُ : قُلِ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ، أأدْخُل ؟ )) فَسَمِعَهُ الرَّجُلُ ، فَقَالَ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ ، أَأَدْخُل ؟ فَأذِنَ لَهُ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فدخلَ . رواه أَبُو داود بإسناد صحيح .
عن كِلْدَةَ بن الحَنْبل - رضي الله عنه - ، قَالَ : أتَيْتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَلَمْ أُسَلِّمْ ، فَقَالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - : (( ارْجِعْ فَقُلْ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ، أَأَدْخُل ؟ )) رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .
الآية الأولى والثانية تحضان على إلقاء السلام قبل دخول البيت لإنها عبارة عن استئذان ، الآية الثالثة تحض المسلم على رد السلام بأفضل منه أو على الأقل رده كما ألقي ، الآية الرابعة تدل على إن السلام كان موجودا ومتعارف عليه كما جاء ذلك على لسان أبو الأنبياء . إبراهيم عليه السلام ،
تألف القلوب وتقارب الأرواح تكون في إطعام الطعام وإفشاء السلام مع بسط وبشاشة الوجه وإشعار الضيف المحبة والود والقرب منه ومحادثته وعدم الانصراف عنه إلا بينما يتم تأمين متطلبات الضيافة ،
هناء تعليم الجاهل طريقة إلقاء السلام وكذا رده على من ألقاه والأمر بتعليم من لا يعرف طريقة إلقاء السلام والاستئذان وبالجملة فإن السلام ضد الحرب وملقي السلام يدلك على الأمان والطمأنينة والمحبة ومن يبخل بالسلام يشعرك بالجفاء والبعد عن تعاليم الإسلام والجفاء ، وفي الحديث ملم يبدأكم بالسلام فلا تجيبوه .. لذلك ترى كثير من الناس يدخل عليك المسجد فلا يلقي عليك سلاما ولا حجة له في ذلك وإذا ناقشت أحدهم يرد عليك انه في المسجد ولعلك تقرا قرآنا ولا ينبغي مقاطعتك وأعذار واهية لأساس لها بينما وكما تقدم في حديث المسيء صلاته عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أنه كان كلما صلى وعاد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يسلم عليه من جديد : ومن الناس من يجاملك يلقي إليك سلاما لأتفهم منه سوى حرف السين والألف فقط وهذا ينطوي تحت مظلة هذه الآية الكريمة : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ }المجادلة8 أي حيوك بغير التحية التي جعلها الله لك تحية وإن كانت هذه نزلت في حق اليهود الذين كانوا يسلمون على النبي صلى الله وسلم بقولهم :( سام عليكم ) أي الموت : فنحن المسلمون لا نقصد ما قصده أولئك ولكن اختصارا يقول احدنا سلاما مختصرا ولا يظهر منه سوى ألاف والسين فقط وهذا السلام لايعطي النتيجة المتوخاة من السلام فلإسلام أقل من ( السلام عليكم ) السلام يلقى على من نعرف ومن لا نعرف وعلى الصبيان وعلى النساء ويسلم القليل على الكثير والقائم على القاعد والراكب على الماشي ، وإذا وفد جماعة على جماعة أخرى يجزي أحدهم إلقاء السلام نيابة عن جماعته ويجزي الجماعة ألا خري أن يرد احدهم نيابة عن جماعته ، ويسلم الصغير على الكبير، وخير هولاء جميعا الذي يبدأ بالسلام ، وإن أولى الناس بالله الذي يبدءا بالسلام ، وإذا دخل احدنا بيته يبدءا بالسلام ، كما ينبغي للمسلم إذا مر على قوم فيهم المسلم وغير المسلم فإنه يسلم عليهم ، وإذا سلم عليك كتابيا ترد عليه بقولك ( وعليكم ) وإذا سلم على نساء لوى يده إشارة بالسلام وللبعيد الذي لا يصله الصوت ، أن يكون اللفظ بصوت مسموع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا سلمت فأسمع، فإنها تحية من عند الله. الإقبال على المسلَّم عليه بوجه باش طلق، يذوب رقة وخلقا ويا حبذا لو رافق هذا السلام المصافحة وشد الكف على الكف فإن هذا أفضل وأعظم بركة. من الله تعالى على الملقي والتلقي ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلّم عليه وأخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر. وعدم القول عليك السلام فإنها تحية الموتى ، واجعل هذه التحية المباركة تفوح بأريج المحبة والألفة والوفاء. تقبل الله منا ومنكم صالح أعمالنا .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...،،،

ليست هناك تعليقات: