الاثنين، ٢ ربيع الأول ١٤٢٩ هـ

عقــوق الوالـدين

حكم عقوق الوالدين : ورد في الحديث عن أبي بكرة رضي لله عنه : قال قال رسول الله : ألا أنبئكم بأكبر الكبائر:قلنا بلى يارسول الله قال : ثلاثا ,, الإشراك بالله وعقوق الوالدين ,, وكان متكئا فجلس فقال : ألا وقول الزور . وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت : متفق عليه : وعن عبدا لله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الكبائر : الإشراك بالله وعقوق الوالدين . وقتل النفس المحرمة ، واليمين الغموس: متفق عليه وعن عبدا لله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه : إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه : قيل: يا رسول الله ويكف يلعن الرجل والديه ؟ : قال : يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه : متفق عليه وعن أنس رضي الله عنه قال : ذكر عند رسول اله صلى الله وسلم الكبائر فقال : الشرك بالله وعقوق الوالدين: وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة : العاق لوالديه والمرأة المترجلة والديوث . وثلاثة لا يدخلون الجنة : العاق لوالديه . والمدمن على الخمر والمنان بما أعطى : قال الله تعالى : {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }العنكبوت8 وقال تعالى {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }الأحقاف15 العقوق خلق قبيح ومقيت ومكروه ولا يتعامل به إلا من أضله الله وأبعده عن طريق الصراط المستقيم وكتب الله عليه الشقاوة في الدنيا ولآخرة إلا من تدارك نفسه وتاب إلى الله توبة نصوحا مع الندم والعزم الأكيد على عدم العودة لذلك الذنب قبل إن تغرغر النفس ويحضر ملك الموت فيوم إذ لا ينفع الندم قال الله تعالى : {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً }النساء18 أو قول :( حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ{99} لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{100} سورة المؤمنون المقصود أن الندم بعد الموت وحينما يحضر الموت فإنه لا يفيد شيئا والعقوق من بعض الأبناء يكون بقصد ويكون بدون قصد أحيانا والعقوق المقصود من الابن مع سبق الإصرار فإنه جريمة بحد ذاته ولقد قص لنا أخونا الشيخ عبد العزيز بن عبدا لله في كتابه ( خواطر إسلامية صفحة 142) قصة ذلك الابن العاق الذي يتبجح بقوله (لأرى السعادة إلا في عقوق والدي) والذي سرق من ثروة أبيه وهم بضرب أبيه رغم تربيته وتنشئته علي مكارم إلا خلاق وتعلم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،،ـ هـ والأكثر من هذا من يلعن أمه وأباه ويضربهما وهذا من رد الجميل في نظره : إذ أنهما كانا يضربانه حينما كان صغيرا وهذا في نضره دين يجب الوفاء به ، أنا أدعو ويدعو معي كل مؤمن إلا يكثر الله أمثال هؤلاء السفلة المنحطين الناكرين للجميل والذين سيرد لهم ذلك الدين ممن يربونهم الآن وكم قد رأينا أناسا وسمعنا عن آخرين ممن يتجرعون الويلات من تعامل أبنائهم تجاههم ولقد نقل إلينا من مصادر غير موثوقة عن أناس ضربوا أباهم وغيرهم ذهبوا بآئهم وسلموهم لدور الرعاية الاجتماعية وبعضهم نقل أباه أو أمه ووضعه بعيدا عن داره وقد فقد وعيه ورد إلى أرذل العمر ولا يستطيع التعبير عما يريد وبعضهم نقل أباه في سيارته وقتله في داخل السيارة ثم قام بإحراق السيارة ليخفي معالم جريمته كما نقلت لنا ذلك الصحف المحلية كما قام بعضهم بحجز أباه في غرفة منفردا لئلا يخالط العائلة وحينما توفي ذلك الشيخ قام الابن ينظف الغرفة ويجمع ملابس الشيخ ليضعها في حاوية النفايات وكان معه ابنه البالغ من العمر أربع سنوات فقال لأبيه: يا بتي اقفل هذه الغرفة حتى إذا صرة عجوزا أضعك فيها مثل جدي ، فعلم ذلك الرجل أن مصيره لتلك الغرفة وتذكر قول الرسول(صلى الله عليه وسلم : وكما تدين تدان: بروا آبآكم تبركم ابناكم،، أو كمثل ذلك الرجل الذي سحب أباه في السلم وأراد أن يخرجه إلى خارج الدار وحينما وصل به إلى البوابة قال له أباه يأبني قف هناء حسبك فإني لم أتجاوز بجدك هذا المكان فامتثل الابن لطلب أباه... وما كثر ما قيل في هذا الصدد ومما حفظته من أحاديث المجالس إن رجلا كان خارج الوطن للدراسة فحصل على شهادة عليا عاد إلى وطنه بمظهر يختلف عن مظاهر أهل قريته أما أبوه فإنه بقي على مظهره القديم مظهر الفلاحين يقوم بالحرث والصرام وخدمت المزارع حتى جاء يوم من الأيام والتقى الابن بزملائه قدم لهم دعوة لتناول العشاء معه في داره فقبلوا وحددوا تلك الليلة المشئومة ثم إن ذلك الابن ذهب إلى أبيه واخبره بما عزم عليه ورحب الأب بالفكرة غير إن الابن طلب من أبيه إلا يخبر الضيوف بأنه أباه وقال له أنا سأخبرهم إنك تعمل عندي وقم بكل ما اطلب منك إمامهم لأنهم لو علموا انك أبي فانه سينقص مقامي إمامهم فوافق الأب على مضض حتى إذا حضر الضيوف استقبلهم زميلهم ورحب بهم وأدخلهم الدار فقدم لهم المشروبات ومقدمات العشاء فطلب من الخادم إصلاح الشيشة والإتيان بها في الحال فما كان من الأب إلا أن ذهب إلى الداخل واحضر مسدسه ووقف إمام ابنه ورحب بالضيوف واعتذر إليهم قائلا : مرحبا بكم انتم ضيوف كرام والخراف لا تجملني منكم ولكني اجعل قراكم ابني هذا الذي جعلني خادما عنده ثم افرغ ما في مسدسه في رأس ابنه ـ وما أكثر ماتطالعنا به الصحف في كل يوم من أخبار مشينة ويندى لها الجبين ، ومنها ماطالعتنا به صحيفة الحياة الصادرة بتاريخ 17/12/1428هـ إن احد الإبطال قام بإحراق أبوية في داخل دارهم ولكن يقضت رجال الأمن ألقت اقبض عليه واعترف بجريمته وسيلقى جزاه العادل في الحياة و ويوم القيامة يلقى ما يخزيه ويتحسر على فعله ويندم ولا ينفع الندم نسأل الله أن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها ويجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة ،،

ليست هناك تعليقات: