الخميس، ٣١ يناير ٢٠٠٨

برد ونار


يكفيك من التقوى برد الاطمئنان ويكفيك من المعصية نار القلق والحرمان،، حقا إن التقوى برد واطمئنان على قلب المؤمن فهو دائما في راحة نفسية وفي نشوة مع كتاب ربه لا يشعر بها إلا من يقوم بتلك ألا عمال بقلب محب للعبادة فهو يتذوقها كما يتذوق أحدنا شهد العسل يقول بعض العارفين : لو يعلم الملوك ما نحن فيه من لذت المناجاة في جوف الليل لجا لدونا عليها بالسيوف وفي الحديث عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : قال( إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع ) قيل : يا رسول الله وما خرفة الجنة ؟ قال : ( جناها) رواه مسلم ، فالمسلم يقوم بالعمل امتثالا لأمر نبينا ويستشعر تلك البشرى التي بشر بها ـ والمعصية شؤم على صاحبها و قلق وتشرد ووجل وبغض من المؤمنين لان الكراهية قد وضعت له في الأرض فلا ينظر إليه مومن إلا ويشعر أنه يبغضه و يكفيك من العاصي أنك إذا نظرت إليه تعرف في وجهه أثر المعصية قل الله تعالى{وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }يونس27 فالمؤمن ينظر بنور الله : انتمائك إلى الله معناه ارتفاع إليه وانتمائك للشيطان معناه ارتماء في أحضانه في أحضانه وشتان بين من يرتفع إلى ملكوت ألإله ومن يهوي إلى الدرك الجحيمي لان الشيطان من نار .
شرار الناس صنفان عالم يبيع دينه لحاكم وحاكم يبيع آخرته بدنياه وما أكثرهم اليوم لا كثرهم الله .
أعظم النجاح نجاح يتبعه نجاح وتكون نتيجته إدخال السرور على معدم ومحروم .. الحياة طويلة بجلائل الأعمال النافعة للآخرين وقصيرة بضياع العمر في إتباع الهوى . الإنسان لا يعرف قصر الحياة إلا عند انتهائها .
المرأة التي تريد المساواة بالرجل ينتهي بها الأمر إلى إنهاء تصير رجل , ولا تعود امرأة . المرأة المطيعة لزوجها تملك دمه وعقله وقلبه . المرأة في بيتها ملكة متوجه وفي الشارع سلعة متبادلة مبتذلة ..
المرأة المتكاملة : هي التي تملك صفات بنات جنسها . أم وزوجة وأخت وابنة فنحن منهن وهن منا . ولا غنى لواحد عن الآخر :
إخوان السوء كالنار يحرق بعضها بعضا "
قال الإمام الشافعي رحمه الله : من وعظ أخاه سرا فقد نصحه .. ومن وعظه علانية فقد فضحه .. قال حكيم : نمر مفترس أمامك خير من ذئب خائن ورآك
وقد جاء ي الحديث ..
عن النواس بن سمعان رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( البرّ حسن الخلق ، والإثم ما حاك في نفسك ، وكرهت أن يطلع عليه الناس ) أخرجه مسلم .وعن وابصة بن معبد رضي الله عنه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( جئت تسأل عن البرّ ؟ ) ، قلت : نعم ، فقال : ( استفت قلبك ، البرّ ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب ، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر ، وإن أفتاك المفتون ) أخرجه الإمام أحمد بن حنبل ، و الإمام الدارمي بإسناد حسن . جعلنا الله من المؤمنين بفضله ومنه وكرمه آمين،،،

الثلاثاء، ٢٩ يناير ٢٠٠٨

قصة ثعلبة

(قصة ثعلبة)

حديث معان بن رفاعة عن علي بن يزيد عن أبي عبد الرحمن القاسم بن عبد الرحمن مولى عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية عن أبي أمامه الباهلي عن ثعلبة بن حاطب الأنصاري أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ادع الله أن يرزقني مالا قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه ] قال : ثم قال مرة أخرى فقال : [ أما ترضى أن تكون مثل نبي الله ـ فو الذي نفسي بيده لو شئت أن تسير الجبال معي ذهبا وفضة لسارت ] قال : والذي بعثك بالحق لئن دعوت الله فرزقني مالا لأعطين كل ذي حق حقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ اللهم ارزق ثعلبة مالا ] قال فاتخذ غنما فنمت كما ينمو الدود فضاقت عليه المدينة فتنحى عنها فنزل واديا من أوديتها حتى جعل يصلي الظهر والعصر في جماعة ويترك ما سواهما ثم نمت وكثرت فتنحى حتى ترك الصلوات إلا الجمعة وهي تنمو كما ينمو الدود حتى ترك الجمعة فطفق يتلقى الركبان يوم الجمعة ليسألهم عن الأخبار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ما فعل ثعلبة ؟ ] فقالوا : يا رسول الله اتخذ غنما فضاقت عليه المدينة فأخبروه بأمره فقال : [ يا ويح ثعلبة يا ويح ثعلبة يا ويح ثعلبة ] وأنزل الله جل ثناؤه { خذ من أموالهم صدقة } الآية ونزلت فرائض الصدقة فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين على الصدقة من المسلمين رجلا من جهينة ورجلا من سليم وكتب لهما كيف يأخذان الصدقة من المسلمين وقال لهما : [ مرا بثعلبة وبفلان ـ رجل من بني سليم ـ فخذا صدقاتهما ] فخرجا حتى أتيا ثعلبة فسألاه الصدقة وأقرآه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما هذه إلا جزية ما هذه إلا أخت الجزية ما أدري ما هذا ؟ انطلقا حتى تفرغا ثم عودا إلي فانطلقا وسمع بهما السلمي فنظر إلى خيار أسنان إبله فعزلها للصدقة ثم استقبلهما بهما فلما رأوها قالوا ما يجب عليك هذا وما نريد أن نأخذ هذا منك فقال : بلى فخذوها فإن نفسي بذلك طيبة وإنما هي لله فأخذاها منه ومرا على الناس فأخذا الصدقات ثم رجعا إلى ثعلبة فقال : أروني كتابكما فقرأه فقال ما هذه إلا جزية ما هذه إلا أخت الجزية انطلقا حتى أرى رأيي فانطلقا حتى أتيا النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآهما قال : [ يا ويح ثعلبة ] قبل أن يكلمهما ودعا للسلمي بالبركة فأخبراه بالذي صنع ثعلبة والذي صنع السلمي فأنزل الله عز وجل { ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن } الآية قال وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من أقارب ثعلبة فسمع ذلك فخرج حتى أتاه فقال : ويحك يا ثعلبة قد أنزل الله فيك كذا وكذا فخرج ثعلبة حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله أن يقبل منه صدقته فقال : [ ويحك إن الله منعني أن أقبل منك صدقتك ] فجعل يحثوا على رأسه التراب فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم [ هذا عملك قد أمرتك فلم تطعني ] فلما أبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقبل صدقته رجع إلى منزله فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقبل منه شيئا ثم أتى أبا بكر رضي الله عنه حين استخلف فقال قد علمت منزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم وموضعي من الأنصار فاقبل صدقتي فقال أبو بكر لم يقبلها منك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى أن يقبلها فقبض أبو بكر ولم يقبل منه.
فلما ولي عمر رضي الله عنه أتاه فقال : يا أمير المؤمنين اقبل صدقتي فقال : لم يقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر وأنا أقبلها منك ؟ فقبض ولم يقبلها فلما ولي عثمان رضي الله عنه أتاه فقال : اقبل صدقتي فقال لم يقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر وأنا أقبلها منك ؟ فلم يقبلها منه فهلك ثعلبة في خلافة عثمان ..،،
(التعليــق)
قصة ثعلبة بن حاطب الأنصاري مثيرة ومحزنة للغاية وقد خاض الناس فيها كثيرا فمن مثبت ومنفي إذ انه ثبت كونه بدري وقد ورد في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم ( لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال : اعملوا ماشئتم فقد غفرت لكم : ومنهم من أثبتها كما تقدم في هذه القصة التي أوردها صاحب تفسير الجلالين وعلى أي حال فالموضوع يدور حول المال وحبه حبا جما وقد ورد في الحديث ( لو إن لابن آدم واد من ذهب لأبتغى غيره ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب) فمن نفاها أو اثبتا فإن القول الفصل في هذا ما ورد في كتاب الله في سورة التوبة الآيات 74ـ 75ـ76 فهو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من عزيز غفور والبحث في هذ يطول وإنما العبرة في السباق لجمع المال سواء من حلال امن حرام فلا احد يتورع اليوم إلا القليل ممن عصمهم الله ولو في المال وجمعه خير لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم لثعلبة وترك نفسه لكان قال أنا أولى والمنحة التي منحها لمن يحب صلى الله عليه وسلم منحها لمعاذ ابن جبل حينما قال له ( يامعاذ إني أحبك لا تدع أن تقول في دبر كل صلاة ـ اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) والرجل الذي قال يا رسول الله إني لأحبك وأريد مرافقتك في الجنة فقال له النبي أو غيرذاك قال هو ذاك وعندها قال له النبي صلى الله عليه وسلم أعني على نفسك بكثرة السجود ولم يقل له ابد اعتمد فقد سألت مالا يرد له طلب يخطي كثير من الناس حينما يقولون : لو كان في المال خير ما منعه رسوله واغني غيره من يهود ونصارى وأصحاب رؤؤس الأموال الكثيرة التي تعد بالمليارات وفي سياق قصة ثعلبة مايفيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم لو أراد المال لسأل الله إن يسيل له الجبال ذهبا وفضة لكان ذلك ولنا في قصة فتح مكة المكرمة وقفة حينما أتته الأموال من كل حدب وصوب ثم قسمها على أولئك الذين كانوا ألد أعدائه حتى انه ليقول قائلهم هلم إلى هذا الرجل الذي يعطي عطاء ملا يخشى الفقر ولكنه صلى الله عليه وسلم آثر ما عند الله وليس للدنيا في قلبه مكانا كما أنه صلى الله عليه وسلم تذكر ذات يوم أن ببيته قطعة من تبر من الصدقة : قام مسرعا على غير عادته وأخذ ذلك التبر وانفقه على مستحقيه: وقد لحق بالرفيق ألا على ودرعه مرهون عند يهودي وفي نفس الوقت لم ينكر على من كان عنده شيء من الدنيا ويؤدي حقها نسأل الله من فضله وكرمه بان يحشرنا مع حبيبنا محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وسلم ...,,

الأربعاء، ٢٣ يناير ٢٠٠٨

بسم الله رب الغـــلام

روى الإمام مسلم في صحيحه عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كان ملك فيمن كان قبلكم ، وكان له ساحر ، فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت فابعث إلي غلاما أعلمه السحر ، فبعث إليه غلاما يعلمه ، فكان في طريقه إذا سلك راهب ، فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه ، فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه ، فإذا أتى الساحر ضربه ، فشكا ذلك إلى الراهب ، فقال : إذا خشيتَ الساحر فقل : حبسني أهلي ، وإذا خشيت أهلك فقل : حبسني الساحر ، فبينما هو كذلك ، إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس ، فقال : اليوم أعلم آلساحر أفضل أم الراهب أفضل ، فأخذ حجرا فقال : اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس ، فرماها فقتلها ، ومضى الناس ، فأتى الراهب فأخبره ، فقال له الراهب : أي بني ، أنت اليوم أفضل مني ، قد بلغ من أمرك ما أرى ، وإنك ستبتلى ، فإن ابتليت فلا تدل علي ، وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ، ويداوي الناس من سائر الأدواء ، فسمع جليس للملك كان قد عمي ، فأتاه بهدايا كثيرة ، فقال ما هاهنا لك أجمع إن أنت شفيتني ، فقال إني لا أشفي أحدا ، إنما يشفي الله ، فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك ، فآمن بالله ، فشفاه الله ، فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس ، فقال له الملك : من رد عليك بصرك ، قال : ربي ، قال : ولك رب غيري ، قال : ربي وربك الله ، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام ، فجيء بالغلام ، فقال له الملك : أي بني ، قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص ، وتفعل وتفعل ، فقال : إني لا أشفي أحدا ، إنما يشفي الله ، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب ، فجيء بالراهب ، فقيل له : ارجع عن دينك ، فأبى ، فدعا بالمئشار ، فوضع المئشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه ، ثم جيء بجليس الملك ، فقيل له : ارجع عن دينك ، فأبى ، فوضع المئشار في مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه ، ثم جيء بالغلام ، فقيل له : ارجع عن دينك ، فأبى ، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال : اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا ، فاصعدوا به الجبل ، فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه ، فذهبوا به فصعدوا به الجبل ، فقال : اللهم اكفنيهم بما شئت ، فرجف بهم الجبل فسقطوا ، وجاء يمشي إلى الملك ، فقال له الملك : ما فعل أصحابك ، قال : كفانيهم الله ، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال : اذهبوا به فاحملوه في قرقور فتوسطوا به البحر ، فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه ، فذهبوا به فقال : اللهم اكفنيهم بما شئت ، فانكفأت بهم السفينة فغرقوا ، وجاء يمشي إلى الملك ، فقال له الملك : ما فعل أصحابك ، قال : كفانيهم الله ، فقال للملك : إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به ، قال وما هو ، قال : تجمع الناس في صعيد واحد ، وتصلبني على جذع ، ثم خذ سهما من كنانتي ، ثم ضع السهم في كبد القوس ، ثم قل : باسم الله رب الغلام ، ثم ارمني ، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني ، فجمع الناس في صعيد واحد ، وصلبه على جذع ، ثم أخذ سهما من كنانته ، ثم وضع السهم في كبد القوس ، ثم قال : باسم الله رب الغلام ، ثم رماه ، فوقع السهم في صُدْغِهِ ، فوضع يده في صُدْغِهِ في موضع السهم فمات ، فقال الناس : آمنا برب الغلام ، آمنا برب الغلام ، آمنا برب الغلام ، فأُتِيَ الملكُ فقيل له : أرأيت ما كنت تحذر ، قد والله نزل بك حَذَرُكَ ، قد آمن الناس ، فأمر بالأخدود في أفواه السكك فخدت ، وأَضْرَمَ النيران ، وقال : من لم يرجع عن دينه فأحموه فيها ، أو قيل له : اقتحم ففعلوا ، حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها ، فتقاعست أن تقع فيها ، فقال لها الغلام : يا أُمَّهِ اصبري فإنك على الحق ) .

(التعليق)

قال الله تعالى
وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10)
انظر أخي يارعاك الله إلى هذا الغلام الذكي ألذي أختاره الملك ليكون خليفة لذلك الكاهن الذي كبر وهرم ثم إن الله سبحانه هيأ له ذلك الراهب في طريقه الذي اعجبه امر الرهب الا أنه لم يكن يعلم ايهما افضل امر الراهب أم الكاهن وطريقته صحيحة حتى بعث الله تلك الدابة التي حجزت المارة فلم يستطيعوا مجاوزة
االطريق فهداه تفكيره بان يأخذ حصاة ويرمي بها تلك الدابة العضيمة ودعا الله سبحانه بأن كان أمر الراهب احب إلى الله أن يقتل تلك الدابة فحقق الله له ذلك ثم أنه اخبر الراهب بالذي حصل فعلم الراهب انه سيبتلى وطلب من الغلام عدم اخبار الطغاة عنه فكان الغلام
يداوي من كل الامراض فاشتهر امره وذاع صيته فاول مريض عالجه وشفي على يديه بأذن الله جليس الملك فطلب من الغلام شفائه واخبره الغلام إن الشفاء من عند الله ويداوي من يؤمن بالله فآمن فشفي بإذن الله ثم إن الاحداث تتالت فقتل جليس الملك و عذب الغلام حتى دل على الراهب العابد وطلب منه الرجوع عن دينه فأبى فامر به فشق نصفين وقتل الراهب
وجيء بالغلام وطلب منه الرجوع عن دينة فأبى وحاولوا قتله بطرق شتى ومنها بعثه مع جنده واعوانه ليصعدوا به اعلى قمة الجبل ويرموه من هناك ثم إن الغلام استعمل ذلك السلاح الفتاك ( اللهم اكفنيهم بما شئت ) ثم بعث به الى البحر ليغرقوه فيه الا أن الغلام كان لديه حصانه قوية فلما لم يفلحوا وبداء عجز ذالك الملك وفقد اعز اعوانه من زبانية العذاب اخبره الغلام بالطريقة التي توصله الى غايته: وهي أن يأخذ سهما من كنانته ويضعها في كبد القوس ويطلقها بعد ان يقول (بسم الله رب الغلام) ثم إن الغلام ارشد الملك إلى الطريقة التي ممكن أن يتوصل ذالك الملك الظالم الذي يدعي ا لا الوهية إلى قتل الغلام كماهو واضح من سياق الحديث وهذه النقطة الجوهرية اللتي خطط لها الغلام الا
وهي أن يقول الملك : بسم الله رب الغلام أمام الملاء وليظهر عجزه أمام الجميع بأنه لم يتستطع القضاء على الغلام الا بعد أن ارشده الغلام الى الطريقة التي ارشده اليا الغلام، ويقدم نفسه رخيصة في سبيل العقيدة ويقوم الشعب بقول : آمنا برب الغلام .. ونحن نقول ونردد ايضا .. آمنا برب الغـــلام..،

الثلاثاء، ١٥ يناير ٢٠٠٨

التوبة

{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الزمر53 قال رسول الله عليه وسلم : من قال استغفر الله العظيم الذي لااله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه . غفر الله له وإن كان فر من الزحف : وقال صلى الله عليه وسلم أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر فإن استطعت إن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن : وقال صلى الله عليه وسلم : والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة: وقال صلى الله عليه وسلم : يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة : وقال : من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه . فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لإإله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .. إلا غفر ما كان في مجلسه ذلك : وقال : سيد الإ استغفار أن يقول العبد : اللهم أنت ربي لاإله إلا أنت خلفتني وأنا عبدك وأنا على عهدك و وعدك ما استطعت , أعوذ بك من شر ماصنعت , ابوء لك بنعمتك علي وأبو بذنبي فاغفر لي فإنه لايغفر الذنوب إلا أنت ،، رواه البخاري: التوبه باب واسع ورحمة من الله لمن سبق له التلوث في براثن الذنوب والمعاصي وانا أول اولئك فقد ضلمت نفسي ظلما كثيرا وانا معترف ومقر بذنوبي ومؤمن باني هالك إلم يتداركني الله برحمته التي وسعت كل شيء وهذا الذي أمل فيه وأسأل الله أن يعذرني عما سبق ، وأن يصفح عني , وأن يعاملني بلطفه ومغفرته ورحمته وأن يعاملني بماهو اهلة والا عاملني بما انا أهله ، وأن يثبتني على التوحيد والعقيدة الصحيحة حتى القاه وفي القبر حينما أوضع وحيدا مرهونا بعملي .. وليست ذنوبي كثيرة أمام رحمة الله الواسعة التي وسعت كل شي،
والتي لانهاية لها وإن كانت ذنوبي قد قضت مضجعي وا قلقتني ايما قلق وأشهد الله العلي العظيم الرؤف الرحيم أني نادم على فعل المعاصي التي
اقترفتها وكما يعلم الله إني ابيت الليالي افكر في مصيري بعد الموت غير أني لست يأيسا من رحمة الله وعلى من اراد أن يتعرض لعفو ربه
أن يحافظ على الصلوات مع جماعة المسلمين وأن يتجنب الكبر والعجب فإنه لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر،، وتعريفه :
الكبر هو: بطر الحق أي رده، وغمط الناس أي احتقارهم. ومما يسخط ربنا سبحانه الرياء والسمعة فانه من سمع سمع الله به ومن يرائي يرائي الله به . سمع الله به : فضحة يوم القيامة ، يرائي به يظهر سريرته : قال منصور بن عمار : كان لي صديق مسرف على نفسه في الذنوب ثم تاب ‘ وكنت أراه كثيرا . من العباد والقوام والصوام . وكثير العبادة والتهجد ففقدته أياما فقيل لي هو مريض . فأتيت إلى داره فخرجت إلي ابنته فقالت من تريد قلت قولي لأبيك فلان . فاستأذنت لي ثم دخلت فوجدته في وسط الدار وهو مضطجع على فراشه وقد اسود وجهه ، وذرفت عيناه وغلظت شفتاه . فقلت له وأنا خائف منه . يا أخي أكثر من قول( الإله إلا الله) ففتح عينيه فنظر إلي بشده ثم غشي عليه . فكررت عليه . أكثر من قول الإله إلا الله ثم كررتها عليه ثالثا ففتح عينيه فقال : بأخي منصور هذه كلمة قد حيل بيني وبينها مرتين ، فقلت لأحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ثم قل له أين تلك الصلاة والصيام والتهجد والقيام ؟ فقال : كان ذلك لغير الله .. كان ذلك لغير الله . وكانت توبتي كاذبة ، إنما كنت أفعل ذلك ليقال عني وأذكر به ، وكنت أفعل ذلك رياء للناس ، فإذا خلوت إلى نفسي أغلقت الأبواب وأرخيت الستار وشربت الخمور وبارزت ربي بالمعاصي .. ودمت على ذلك مد فأصابني المرض وأشرفت على الهلاك ، فقلت لابنتي ناوليني المصحف ، فقلت بعد أن أخذته : اللهم بحق كلامك في هذا المصحف العظيم إلا شيتني ورفعت عني البلاء، وأنا أعاهدك أن لا أعود إلى ذنب أبدا .. ففرج الله عني.. فلما شفيت عدت إلى ما كنت عليه من اللهو واللذات وأنساني الشيطان العهد الذي بيني وبين ربي ، فبقيت على ذلك مدة من الزمن فمرضت مرة أخرى وأشرفت حينها على الهلاك والموت فأمرت أهلي فأخرجوني إلى وسط الدار كعادتي ثم دعوت بالمصحف وقرأت فيه ثم رفعته وقلت : اللهم بحرمة ما في هذا المصحف الكريم من كلامك إلا ما فرجت عني ورفعت البلاء ، فاستجاب الله مني ورفع عني .. ثم عدت إلى ما كنت عليه من اللهو والضياع ما كأني عاهدت أن لا أعود .. فوقعت في هذا المرض الذي تراني فيه الآن فأمرت أهلي فأخرجوني إلى وسط الدار كما تراني ثم دعوت بالمصحف لأقرأ فيه فلم يتبين لي ولا حرف واحد منه فعلمت إن الله سبحانه قد غضب علي فرفعت رأسي إلى السماء وقلت : اللهم فرج عني ياجبار السماء والأرض اللهم فرج عني يا جبار السماء والأرض فسمعت كأن هاتفا يقول:
تتوب عن الذنب إذا مرضت
فكم من كربت نجـاك منها
أما تخشى بأن تأتي المنايا
وترجع للذنوب إذا برتــا
وكم كشف البلاء إذا بليتـا
وأنت على الخطايا قد لهوتا
قال منصور بن عمار: فو الله ما خرجت من عنده إلا وعيناي تسكب العبرات ، فلما وصلت الباب إلا قيل لي إنه قد مت قال الله تعالى {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ }سبأ54:
ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : \" لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه , وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وان ربك – أخطأ من شدة الفرح – \"سبحان الله ... وما أجمل تلك الحكاية التي ساقها ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين حيث قال : \" وهذا موضع الحكاية المشهورة عن بعض العارفين أنه رأى في بعض السكك باب قد فتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي , وأمه خلفه تطرده حتى خرج , فأغلقت الباب في وجهه ودخلت فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف متفكرا , فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه , ولا من يؤويه غير والدته , فرجع مكسور القلب حزينا . فوجد الباب مرتجا فتوسده ووضع خده على عتبة الباب ونام , وخرجت أمه , فلما رأته على تلك الحال لم تملك أن رمت نفسها عليه , والتزمته تقبله وتبكي وتقول : يا ولدي , أين تذهب عني ؟ ومن يؤويك سواي ؟ ألم اقل لك لا تخالفني , ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك والشفقة عليك . وارادتي الخير لك ؟ ثم أخذته ودخلت .فتأمل قول الأم : لا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة والشفقة .وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم \" الله أرحم بعباده من الوالدة بولدها \" وأين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شيء ؟فإذا أغضبه العبد بمعصيته فقد أستدعى منه صرف تلك الرحمة عنه , فإذا تاب إليه فقد أستدعى منه ما هو أهله وأولى به .فهذه تطلعك على سر فرح الله بتوبة عبده أعظم من فرح الواجد لراحلته في الأرض المهلكة بعد اليأس منها .حين تقع في المعصية وتلم بها فبادر بالتوبة وسارع إليها , وإياك والتسويف والتأجيل فالأعمار بيد الله عز وجل , وما يدريك لو دعيت للرحيل وودعت الدنيا وقدمت على مولاك مذنبا عاصي ,ثم أن التسويف والتأجيل قد يكون مدعاة لاستمراء الذنب والرضا بالمعصية , ولئن كنت الآن تملك الدافع للتوبة وتحمل الوازع عن المعصية فقد يأتيك وقت تبحث فيه عن هذا الدافع وتستحث هذا الوازع فلا يجيبك .لقد كان العارفون بالله عز وجل يعدون تأخير التوبة ذنبا آخر ينبغي أن يتوبوا منه قال العلامة ابن القيم \" منها أن المبادرة إلى التوبة من الذنب فرض على الفور , ولا يجوز تأخيرها , فمتى أخرها عصى بالتأخير , فإذا تاب من الذنب بقي عليه التوبة من التأخير , وقل أن تخطر هذه ببال التائب , بل عنده انه إذا تاب من الذنب لم يبقى عليه شيء آخر . ومن موجبات التوبة الصحيحة : كسرة خاصة تحصل للقلب لا يشبهها شيء ولا تكون لغير المذنب , تكسر القلب بين يدي الرب كسرة تامة , قد أحاطت به من جميع جهاته وألقته بين يدي ربه طريحا ذليلا خاشعا , فمن لم يجد ذلك في قلبه فليتهم توبته . وليرجع إلى تصحيحها , فما أصعب التوبة الصحيح بالحقيقة , وما أسهلها باللسان والدعوى. فإذا تكرر الذنب من العبد فليكرر التوبة , ومنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : أحدنا يذنب , قال يكتب عليه , قال ثم يستغفر منه ويتوب ,قال : يغفر له ويتاب عليه , قال : يكتب عليه , قال :ثم يستغفر ويتوب منه ,قال : يغفر له ويتاب عليه . قال فيعود فيذنب . قال :\"يكتب عليه ولا يمل الله حتى تملوا \"
وقيل للحسن : ألا يستحي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود , ثم يستغفر ثم يعود , فقال : ود الشيطان لو ضفر منكم بهذه , فلا تملوا من الاستغفار .إن الهلاك كل الهلاك في الإصرار على الذنوبوان تعاظمك ذنبك فاعلم أن النصارى قالوا في المتفرد بالكمال : ثالث ثلاثة . فقال لهم ( أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه ) وإذا كدت تقنط من رحمته فان الطغاة الذين حرقوا المؤمنين بالنار عرضت عليهم التوبة : ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوافلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الجحيم )
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله حبة .