الثلاثاء، ١٨ رمضان ١٤٣٥ هـ

وصلينا الأستسقاء ..


الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الرحمة  _ وبعد _
أسأل الله العظيم للجميع الهداية وإتباع الحق
أحبتي الذي أحب أن أنبه إليه أننا نعرف ونقرأ النصوص القرآنية والنبوية إلا أننا نجعلها دبر آذاننا وكأننا لسنا معنيون بذلك فمثلا .
 -
1 - لعن رسول الله مغير منار الأرض ونحن نعمل بعكس ذلك بقوله  . عن أبي الطفيل قال : ' قلنا لعلي : أخبرنا بشيء أسره إليك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . فقال : ما أسر إلي شيئاً كتمه الناس ، ولكني سمعته يقول : لعن الله من ذبح لغير الله ، ( ولعن من آوى محدثاً ) ولعن الله من لعن والديه ، ولعن الله من غير منار الأرض ' .
 -2 - الهمز واللمز {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ } بل إننا نتلذذ بنبز الألقاب وكأن كل حرام على الآخرين حلال لنا ولا نلتفت أو نفكر في العواقب  .
 -
3 - الكبر والبطر والأشر وقد ورد في ذلك قوله تعالى { تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }القصص83   قال صلى الله عليه وسلم : ' لا يدخل الجنة [ من كان في قلبه ] مثقال ذرة من كبر ، قال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة . قال : إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر : بطر الحق وغمط الناس وبطر الحق إي عدم قبوله وغمط الناس أي احتقارهم واستصغارهم وهذا حاصل ومشاهد ' .
أحبتي تصور لحظة الوقوف بين يدي الله وحين ويوافى العبد بصحائف حسناته وسيئاته
لماذا نتجاهل كل ذلك ونحن مقدمون عليها لا يشك في ذلك إلا جاهل  -
روى الإمام مسلم رحمه الله تعالى عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: [ كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك، فقال: أتدرون مما أضحك؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: من مخاطبة العبد ربه، يقول: يا رب ألم تجرني من الظلم، فيقول تبارك وتعالى: بلى، فيقول العبد: إني لا أجد اليوم شاهداً إلا مني، فيقول تبارك وتعالى: كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً، والكرام الكاتبين شهوداً، فيختم على فيه ويقال لأركانه انطقي، فتنطق بأعماله، ثم يخلى بينه وبين الكلام، فيقول: بعداًَ لكن وسحقاً، عنعكن كنت أناضل ].
 - 4أسألكم بالله وبحق الإسلام إن كان في قلوبكم ذرة من إيمان أن يرجع كل منا إلى
نفسه ويفكر كم سيعيش مهما عشت يا عبد الله فأنت ميت لا محالة وتيقن إنك محاسب
ومسئول عن كل تصرفاتك فاجعلها موافقة لتعاليم رب العالمين حتى تنجو من أهول
ذلك اليوم ( يوم يفر المرء من أخيه ، وأمه وأبيه ، وصاحبته وبنيه ) وهذه حقيقة واقعة
لا يدعى أحد منا الكمال فذلك للواحد القهار وتذكروا قول الإمام على ( الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا) ,

 -
5 - الدنيا دنيئة ولو كانت تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافر شربة ماء .
ذكر أحد المعلقين في تعليقه يقول (هناك المحاكم اللتي لم توضع إلا لإصلاح الخلافات وإنصاف الناس وأنتم ليس تدعون وتدعون الم تذهبو للمحاكم لكي تخرجكم من هذا الظلم والجور ).
وهنا أقول له نحن  رفعنا شكوانا للمحكمة العليا حيث إن قاضيها لم يأكل ولم يشرب مع أحدا من المتقاضين وحكمه لا يقبل تمييز ولا تصديق من أي جهة أخرى  ونحن مؤمنون بعدالته ونزاهته وسواء قبل أحد الطرفين أو لم يقبل فلن يكن إلا ما يقضي به
6 – وأما عن الحسد فإنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب الحسد يأكل الجسد ولكن أصبر على حسد الحسود فإن صبرك قاتله فالنار تأكل بعضها ألم تجد ما تأكله الحسد صفة  من أسوا الصفات التي نفرت منها الشريعة الإسلامية والحاسد استعاذ الله _تعالى_ من شره في كتابه العزيز فقال في سور الفلق { ومن شر حاسد إذا حسد } وغير ذلك من الآيات التي نهى الله تعالى عنه فيها وكذلك نفر منه النبي عليه أفضل الصلاة والسلام فقال في الحديث صراحة ) اثنان في النار  الحاسد والحاقد )
، 
أترككم جميعا في رعاية الله ولعلنا نراجع حساباتنا قبل فوات الأوان فنحن لا زلنا في فسحة وباب التوبة لازال مفتوح وألا تأخذننا العزة بالإثم  سائلا المولى أن يبصرنا بعيوبنا ويهدينا لما خلقنا له ،
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } والحمد لله رب العالمين ,

ليست هناك تعليقات: