الأربعاء، ٩ جمادى الأولى ١٤٢٩ هـ

أدب الحـــوار

الحوار ينقسم إلى قسمين
القسم الأول
{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125
دعُ -أيها الرسول- أنت ومَنِ اتبعك إلى دين ربك وطريقه المستقيم, بالطريقة الحكيمة التي أوحاها الله إليك في الكتاب والسنة, وخاطِب الناس بالأسلوب المناسب لهم, وانصح لهم نصحًا حسنًا, يرغبهم في الخير, وينفرهم من الشر, وجادلهم بأحسن طرق المجادلة من الرفق واللين. فما عليك إلا البلاغ, وقد بلَّغْتَ, أما هدايتهم فعلى الله وحده, فهو أعلم بمن ضلَّ عن سبيله, وهو أعلم بالمهتدين. التفسير اليسر:
قال الله تعالى : { مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً }الكهف17
من يوفقه الله للاهتداء بآياته فهو الموفَّق إلى الحق، ومن لم يوفقه لذلك فلن تجد له معينًا يرشده لإصابة الحق؛ لأن التوفيق والخِذْلان بيد الله وحده. ((التفسير الميسر)):حوارك مع أخيك المسلم في اختلاف في وجهات النظر فإن كانت وجهات النظر في اختلاف في قضية محلولة بنص من كتاب أو سنة فهذه لا تحتاج إلى حوار وإنما إقناع وتذكير وملم يقتنع بذلك فهو متزمت ويجب الإعراض عنه باعتباره يريد تطويع الإسلام لأهوائه وآرائه ويحاول جاهدا أن يقنع الناس بوجهة نظره حتى ولو كانت مجانبة للحق فمثلا تعاطي الربا وشرب الدخان وحلق اللحية و تربية الشارب وتطويل الثياب .إذا دخت مع أصحابها في نقاش لايمكن أن تخرج بنتيجة مرضية لأنك تدعوهم إلى أمور نص عليها دليل ولا مكان للنقاش في هذا بدليل قوله تعالى : {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36 ومن أصدق من الله حديثا .وإليكم أسلوب رسولنا صلى الله عليه وسلم في فن الحوار عن أبي أمامه أن فتى شابا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا (مه، مه) فقال: ادن، فدنا منه قريبا.قال: فجلس.قال: أتحبه لأمك ؟قال: لا والله، جعلني الله فداءك.قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم.قال: أتحبه لأختك ؟قال: لا والله جعلني الله فداءك.قال: والناس لا يحبونه لأخواتهم.قال: أتحبه لعمتك؟قال: لا والله ، جعلني الله فداءك.قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم.قال: أتحبه لخالتك؟قال: لا والله، جعلني الله فداءك.قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم.قال: فوضع يده عليه وقال: "اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وأحصن فرجه".فلم يكن من الفتى بعد ذلك يلتفت إلى شيء. رواه أحمد هكذا يكون الحوار الهادف المنبعث من مشفق رؤف رحيم إقناع بتصوير لأحداث الأقارب لو كانوا في نفس الموقف هذا هو النقاش الهادف البناء الذي يجب أن نجعله نبراسا لنا لنحذو حذوه من يوفقه الله للاهتداء بآياته فهو الموفَّق إلى الحق، ومن لم يوفقه لذلك فلن تجد له معينًا يرشده لإصابة الحق؛ لأن التوفيق والخِذْلان بيد الله وحده{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }الأحزاب21
وهذا أبو بكر الصد يق رضي الله عنه يقول لا صحاب رسول اله صلى الله عليه وسلم : قولته الشهيرة : يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول:قال رسول الله، وتقولون:قال أبو بكر وعمر.
القسم الثاني
الحوار مع غير المسلمين وهذا يحتاج إلى شخص متضلع في علوم الفلسفة وطرح الأفكار المقنعة والمقاربة لقلب التلقي بحيث يأتيه بالحجج الكونية بالترغيب في الجنة وما اعد الله لمن آمن بدين الإسلام ونبي الإسلام باعتباره الدين الخاتم وأنه لاطؤيق إلى رضوان الله إلا بأتباع النبي الخاتم للرسالات السماوية ، والترهيب من مخالفته وأنه يترتب على ذلك العذاب المخلد لصاحبه في النار أعاذنا الله منها وفي الحديث: (والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار). فمن لا يؤمن بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم فهو في النار ولا يقبل الله منه ديناً غير، قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏" ‏ كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قالوا يا رسول الله ومن يأبى قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى " فتح الباري بشرح صحيح البخاري إذن فالنقاش والمحاورة البناة مع غير المسلمين والذين نتلمس فيهم تقارب في تقبل ما يطرح عليهم هولاء يجب على الدعية التقرب منهم شيئا فشيئا وتقديم لهدايا لهم والتودد إليهم وإبداء الشفقة عليهم ومنحهم شي من المال ويعتبرون من المؤلفة قلوبهم قال الله تعالى{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }التوبة60 تعطى هذه الصدقة لهذه الأصناف الثمانية : وللذين تؤلِّفون قلوبهم بها ممن يُرْجَى إسلامه أو قوة إيمانه أو نفعه للمسلمين, أو تدفعون بها شرَّ أحد عن المسلمين,التفسير الميسر: ولقد خطت الجمعيات التعاونية لدعوة وتوعية الجاليات في هداية الجاليات خطوات تشكر عليها وقد دخل في دين الاسلآم خلق كثير بفضل الله ثم بجهود المخلصين في هذه الجمعيات {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }التوبة105 فجزآهم الله خيرا وبارك في جهودهم قال صلى الله عليه وسلم (لئن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك من حمر النعم)( صحيح البخاري ويا ترى وما عسى أن تكون حمر النعم هذه إنها مزايين الإبل ذات اللون الأحمر التي يسعى كل ذي مال لاقتنائها والتفاخر بامتلاكها ثم لابد من إيضاح الطريق للمسلم وغير المسلم إن أمامنا طريقين في الآخرة ولا ثالث لهما طريق تؤدي إلى لجنة وطريق تؤدي إلى النار وبئس المصير نسأل الله الكريم رب العرش الكريم بان يرحمنا ويتداركنا بلطفه كرمه .. وصلى الله على نبينا محمد على آله وصحبه وسلم ،،،

ليست هناك تعليقات: